سوريا تطلق خطة لتدمير ترسانة الأسد الكيميائية وتدعو لدعم دولي شامل

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

متابعة_أمين سليم الدريوسي:

في أول ظهور له أمام مجلس الأمن الدولي، أعلن سفير سوريا لدى المجلس، إبراهيم عبد الملك علبي أن سوريا بدأت خطوات عملية لتقييم وتدمير البرنامج الكيميائي الذي خلّفه نظام الأسد، مؤكداً أن البلاد تواجه تحديات تقنية ولوجستية كبيرة، وتحتاج إلى دعم دولي لضمان تنفيذ آمن وفعّال لهذه المهمة.

وخلال جلسة مخصصة لمناقشة آخر التطورات في الشرق الأوسط، قال علبي: “أفتخر بأنني أمثل الجمهورية العربية السورية التي تسعى لتكون مصدراً للسلام بعد سنوات من الحرب، وأحمل صوت الناجين من الأسلحة الكيميائية الذين خاضوا كفاحاً طويلاً من أجل العدالة”.

وأشار إلى أن البرنامج الكيميائي كان محاطاً بسرية أمنية معقدة تهدف إلى التضليل والإفلات من الالتزامات الدولية، مما يتطلب تعاوناً واسعاً للحصول على المعلومات اللازمة، مضيفاً أن فرق الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية زارت خمسة مواقع في محيط دمشق، وأجرت تحقيقات ولقاءات مع الفريق السوري لتعزيز التنسيق وبحث سيناريوهات التدمير.

وفي خطوة دبلوماسية لافتة، أعلنت سوريا توقيع اتفاق تاريخي مع المنظمة بشأن امتيازات وحصانات موظفيها، كما قدمت بالتعاون مع دولة قطر خطة مفاهيمية ومسودة قرار للمجلس التنفيذي للمنظمة لتأطير عملية التدمير والتحقق من بقايا البرنامج الكيميائي.

السفير علبي أوضح أن الذكرى الـ12 لمجزرة الغوطة الكيميائية شهدت هذا العام حدثاً غير مسبوق، حيث استقبل الرئيس السوري ذوي الضحايا والناجين في القصر الرئاسي، مؤكداًم تكرار استخدام هذا السلاح، والعمل على مساءلة المتورطين.

كما أشار إلى أن الموقع الذي عُثر فيه على بقايا من غاز السارين كان مهجوراً، وأن العينات أُخذت من التربة والمناطق المحيطة، نافياً وجود أي مخزون فعلي.

علبي انتقد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي طالت مواقع عسكرية يُشتبه باستخدامها لتخزين الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أنها تعرقل جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

وفي ختام بيانه، شدد السفير السوري على أن بلاده ماضية في التخلص من إرث الحرب، وعلى رأسه ملف الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أن القيادة السورية تولي هذا الملف أولوية قصوى، وتسعى لتحويله إلى نموذج دولي يُحتذى به.

من جانبهم، رحب ممثلو الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، الجزائر، باكستان، سلوفينيا، كوريا الجنوبية، بنما، اليونان، والدنمارك، بالتعاون السوري مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكدين أهمية دعم هذه الجهود ومحاسبة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرقل عمل المنظمة.

Leave a Comment
آخر الأخبار