الحرية – نهلة أبوتك:
بعد رفع العقوبات الدولية وعودة سوريا إلى المجتمع الدولي، تشارك الحكومة السورية بفاعلية في المؤتمر الثلاثين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30) في البرازيل، ممثلةً بكلمة السيد الرئيس أحمد الشرع، في خطوة تعكس التزام سوريا بالانخراط الفاعل في القضايا البيئية الدولية.
وتأتي هذه المشاركة السورية المهمة لتؤكد قدرة البلاد على لعب دور محوري في المؤتمر، خصوصاً كدولة متضررة من آثار الحرب والتغير المناخي، ما يتيح لها بناء خطة وطنية شاملة تُترجم هذه المشاركة إلى خطوات عملية نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة
استند الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله أوبان في طرحه للخطة الوطنية الشاملة على أهمية المشاركة السورية في المؤتمر، مع التأكيد على أن سوريا يمكن أن تتحول من دولة متأثرة إلى فاعل أساسي في مجال البيئة والاستدامة.
مكافحة التدهور البيئي والحرائق إنشاء الوحدة الوطنية لمكافحة الحرائق والتصحر، مزودة بأحدث التقنيات والكفاءات، للحد من الحرائق وإعادة تشجير المساحات المتضررة، بزراعة ملايين الأشجار المحلية المقاومة للجفاف خلال العقد القادم، ما يقلل الانبعاثات ويوفر فرص عمل في المناطق الريفية. مراقبة المشاريع الصناعية والتراخيص البيئية، إضافة الى اعتماد سياسة صارمة للترخيص البيئي، بحيث يخضع كل مشروع صناعي جديد لتقييم تأثير بيئي إلزامي، وتشجيع تقنيات الإنتاج الأنظف وكفاءة الطاقة، مع منع أي مشروع يضر بالموارد المائية أو البيئة والأهم الرقابة البيئية المستمرة اضافة الى إنشاء “هيئة الرقابة البيئية المستقلة” للقيام بتفتيشات مفاجئة على المنشآت الصناعية، مع نشر النتائج علناً، وفرض نظام جزاءات يتدرج من الغرامات إلى الإغلاق لمنع أي تجاوزات بيئية.
يضاف إلى ما سبق، وفق أوبان، أهمية دعوة للشراكة الدولية، حيث تتركز الخطة على شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي لتعويض جزء من الضرر البيئي الناتج عن الحرب، عبر مشاريع الطاقة المتجددة، والعمل على تحسين شبكات المياه، وإدارة النفايات، لضمان تحويل الدعم الدولي إلى أثر ملموس على الأرض.
منصة للسلام والاستقرار البيئي
تمثل مشاركة سوريا في COP30 خطوة استراتيجية لتحويل التحديات البيئية إلى فرص، وتؤكد التزامها بالمعايير الدولية في إدارة الموارد البيئية، ما يضع البلاد كشريك فاعل في المعركة العالمية ضد تغير المناخ وبناء مستقبل أخضر وآمن للجميع.