الحرية- ميسون شباني:
صنعَ مجداً بأعمال قليلة وترجلَ عن جواده متألماً بعد كل الإقصاء الذي تعرضَ له.
خاض الكاتب الراحل فؤاد حميرة حياة إشكالية جسدّها عبر أجمل الأعمال التي مازالت خالدة في ذاكرتنا، وآخرها مسلسل “الهيبة الرد”. وبمناسبة ذكراه السنوية الأولى التي تصادف 14 من حزيران يقدم العرض المسرحي “سوق الأسئلة” المأخوذ عن رواية الراحل حميرة “رصاصة” وذلك السبت عند الساعة السادسة مساء على خشبة مسرح القباني. قام بإعداد النص المسرحي غزوان البلح، فيما يدير دفة الإخراج: محمد حميرة. العرض من بطولة كل من :غزوان البلح، سيدرا جباخانجي، حسام سالم، نور سليمان، نور العلبي، جمال زعير، بشر اكريم، لين شلغين، ندى شعبان…
* عن رواية “رصاصة”
تتحدث رواية “رصاصة” عن الصراع الداخلي الذي يتعرض له بطل الرواية من جراء قمع العقل والجسد، كما يعبر عن تعرضه للضغط النفسي من المجتمع، وتسلّط الجهل في البيئة المحيطة مما يؤدي به إلى الهلوسة واختلاق عوالم غير موجودة وضياع نفسي وعقلي.
تحمل الرواية في مضامينها أبعاداً فلسفية وروحية متعددة تتعلق بمحاولة تثوير الوعي الفردي ومنحه قوة الخيال ليصبح الإنسان قادراً على اكتشاف ذاته بطرق متنوعة، مع التأكيد على عدم الاستكانة للخيارات المتاحة في الحياة، بل البحث الدائم عن خيارات أخرى تمثل الإنسان وتكون أكثر حميمية وأكثر تعبيراً عن روحه.
*بين الفؤادين
قام غزوان بكتابة المسرحية معتمداً على الفكرة الأساسية للرواية بالإضافة إلى تغيير الكثير من الخطوط، فقام بدمج حياة فؤاد حميرة الكاتب والتحدث عن الرواية من خلال المسرحية عبر أحداث متتالية سريعة وشيقة للدخول في كافة عوالم بطل المسرحية، ويؤكد الكاتب غزوان لصحيفة “الحرية ” أنه اختار اسم “فؤاد” لبطل المسرحية ليكون خليطاً بين فؤاد حميرة الكاتب وبطل الرواية “رصاصة” والشخصية الجديدة في المسرحية مشدّداً على فكرة أن المسرح يشبه المنزل لا بد من العودة إليه دائماً..
*طروحات فلسفية
وعن الأسئلة التي يطرحها العرض يجيب الكاتب بأنها مستوحاة من الصراع والتخبط الداخلي الذي يعيشه كل منا ويوسع دائرة الطروحات إلى الأسئلة التي يطرحها علينا المجتمع و كل السلطات في حياتنا
بمختلف أشكالها وهي غالباً تكون بدون أجوبة لذلك تبقى معلقة في رؤوسنا و كأنها في سوق وهذا منطق بطل المسرحية المولع بالفلسفة.
ويؤكد الكاتب البلح أنه العرض الثاني للفرقة بعد التحرير وكان العرض الأول حياة “باسل أنيس” وهو أول عمل مسرحي يعرض على مسارح وزارة الثقافة بعد التحرير، وقد عرض سابقاً في اسطنبول ضمن الأعمال التي قاموا بعرضها مع فرقتي المسرحية في تركيا خلال عشر سنوات، وتقديم عروض مسرحية متعددة وخلق مسرح سوري في تركيا.