الحرية ـ أنطوان بصمه جي :
بعد غياب لسنوات طويلة، تعود أنوار سوق الإنتاج الصناعي في حلب لتضيء أفق المدينة الاقتصادي من جديد، مؤكدةً صمودها وقدرتها على تجاوز التحديات، وإعادة إحياء الذاكرة الجمعية لأهالي مدينة حلب.
فقي خطوة تعكس عزيمة النهوض وضمن فعاليات الحملة المجتمعية “حلب ست الكل”، شهد سوق الإنتاج الصناعي في مدينة حلب افتتاحاً جماهيرياً واسعاً بمشاركة محافظ حلب عزام الغريب ورئيس غرفة صناعة حلب عماد طه القاسم، وذلك بعد حوالي عشرة أشهر من أعمال إعادة التأهيل والصيانة، ويأتي الحدث الأهم في حلب كمنصة حيوية لدعم المشاريع التنموية وتعزيز مكانة حلب الصناعية.
وشهد يوم الافتتاح مشاركة واسعة تجاوزت 120 شركة، مثلت نسيجاً اقتصادياً متنوعاً من الشركات المحلية الرائدة، إلى جانب ممثلين عن شركات أجنبية ومستثمرين من داخل سوريا وخارجها، ما أضفى طابعاً دولياً على التظاهرة وأظهر الثقة المتجددة باقتصاد المحافظة.

وفي هذا السياق، أكد محمد زيزان عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب في تصريح ل “الحرية” الأهمية التاريخية والاقتصادية لهذه الخطوة، مشيراً إلى أن عودة سوق الإنتاج الصناعي للعمل بعد انقطاع سنوات طويلة تأتي تتويجاً لجهود كبيرة، حيث عملت الغرفة على تجهيز المكان ليكون منصة جامعة للمنتجات الوطنية والإقليمية التي تلبي حاجة الأسرة الحلبية، مضيفاً: الشركات المشاركة تنوعت اختصاصاتها بين النسيجية والكيميائية والتموينية والغذائية والتراثية.
من جانبه، أوضح المنسق الإعلامي لمهرجان تسوق حلب السيد لؤي أبو الجود أن هذا الافتتاح هو الأول من نوعه في السوق بعد 15 عاماً، وهو يمثل تتويجاً للجهود المشتركة بين محافظة حلب وغرفة الصناعة التي عملت في فترة قياسية على استحداث مساحات تجارية إضافية وترميم المحال القديمة، مشيراً إلى أن المهرجان الذي يمتد لمدة شهر، يضم منتجات محلية عالية الجودة، معرباً عن الأمل بأن يتحول هذا النشاط إلى تظاهرة صناعية واقتصادية دائمة.
إلى جانب المعروضات الحلبية التراثية تخلل الافتتاح حفل فني أحياه المطرب مصطفى هلال حيث تفاعل معه الجمهور الحاضر بشكل لافت مع الوصلات والقدود الحلبية الأصيلة، ما أعاد إحياء الذكريات العريقة للسوق الذي كان ولا يزال مقصداً للأهالي للتسوق والترفيه.
يذكر أن سوق الإنتاج الصناعي الذي افتتح لأول مرة عام 1959، كان ولا يزال شاهداً على إشعاع حلب الصناعي، حيث اشتهر بعيده السنوي الذي يحتفي بالصناعة الوطنية.
ويمتد مهرجان التسوق الحالي حتى 18 كانون الأول، مع التأكيد على أن الدعوة عامة والدخول مجاني للجميع، في رسالة ترحيب بكل أبناء حلب وزوارها ليكونوا شركاء في كتابة فصل جديد من تاريخ المدينة الصناعي والتجاري.
تصوير: صهيب عمراية