الحرية – وداد محفوض:
افتُتح مساء اليوم متجر “سوق الضيعة”، الذي تقيمه جمعية حقول التضامن والكرامة في طرطوس، وذلك دعماً للسيدات اللواتي يعملن من منازلهن في صناعة منتجات غذائية، ولجميع الفلاحين لعرض منتجاتهم دون وسيط. ويعد هذا المتجر بمثابة سوق متجدد ودائم لعرض كل جديد من منتجات المشاركين.
المشارِكة “آية وزوجها تمام” من ريف طرطوس، بيّنا أن الجمعية قامت بتأمين المواد الأساسية لمشروعهما “الخبز على الصاج” من طحين وصاج وغاز، ليستطيعا تأمين قوت يومهم وعائلتهم، من دون الحاجة لأحد، واليوم يشاركون بمحبة في هذا السوق.
وبيّنت إحدى المشاركات بالسوق، ميس عبود، أنها زرعت أرضها بمزروعات طبيعية من دون إضافات كيميائية، كالحمص والزيوت الطبيعية والبندورة وغيرها.
منى عز الدين محمد، من كرم بيرم، أتت مع عائلتها من لبنان بعد أن خسروا عملهم، واضطرت للعمل في المجففات ودبس وقشور البندورة، والكشك، ونجحت، وتشارك اليوم في السوق لعرض منتجاتها وتسويقها، لتستطيع إعالة أسرتها.
أكد صاحب جمعية التضامن والكرامة، كاسترو سليمان دكدوك، في تصريح لصحيفتنا “الحرية”، أن الهدف من السوق هو تصريف منتجات طبيعية، وغير معرّضة للمواد الكيميائية، وإبعاد الوسطاء ما بين المشتري والمنتج.
وأضاف أن السوق يتضمن أعشاباً وزيوتًا طبيعية، ومنتجات من خيرات الأرض كالتفاح والعنب والتين، وكلها طبيعية ومن دون مواد كيماوية، أي منتجات نظيفة من أي أثر متبقٍ.
ونوّه دكدوك أن جمعية حقول التضامن والكرامة في سوريا، هي امتداد لحقول التضامن والكرامة في اليونان، وتهدف لاحترام الطبيعة والإنسان، أُسست منذ عشرات السنين، وأكد أنهم يبذلون قصارى جهدهم فيها للحفاظ على البذور غير المهجنة والأشجار الطبيعية.
وحالياً في سوريا، استطاعوا تنظيم 12 مشتلاً لهذه النباتات، و12 مكتبة بذور لإنتاجها والحفاظ عليها. ولفت إلى أن الهدف منها دعم الفلاحين ورفدهم بهذه البذور مجاناً، وأيضاً محاولة لتأمين احتياجات الفلاحين ممن يطبقون فكرة الزراعة النظيفة، وأيضاً لمساعدة السيدات اللواتي ينتجن منتجات منزلية، كالمربى والصابون والمكدوس، بتصريفها من دون وسطاء من المنتج للمستهلك، وتحقيق نسبة ربح جيدة.
وعن الخطط المستقبلية للجمعية، أكد دكدوك أن جلّ اهتمامهم هو القضاء على مادة البلاستيك والنايلون في الاستخدام اليومي، وتوعية المجتمع إلى مضار استخدامه، وأيضاً العودة لمنتجات الطبيعة، إضافةً إلى محاربة مستغلي الفلاحين ومنتجي السموم المضرة التي تُستخدم في الزراعة.
وبيّنت المتطوعة في الجمعية بشرى الضرير، أن مساهمتها تكمن في ترتيب المنتجات في “سوق الضيعة” بالشكل الذي يدعم ويشرح آلية العمل، مضيفةً أن السوق يعدّ وسيلة فعّالة لإيصال المنتجات العضوية من المنتج للمستهلك، من دون وسطاء.
وأكدت المحامية خديجة منصور أن ما شدّها للحضور هو أن كل ما تم عرضه من منتجات منزلية ومزروعات عضوية، وأنها ستشتري وتدعم السيدات المنتجات.
وأضافت الزائرة انتصار موسى أن مثل هذه المشاريع تسهم في التعريف بأهمية الرجوع إلى الطبيعة، وأنها اشترت منتجات بيتية، وتين أخضر، دعماً للسيدات والفلاحين المشاركين.