سيبقى محدوداً.. صعوبات كثيرة يواجهها تداول العملات الرقمية في سوريا 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحريّة – ميليا اسبر:

أعلنت منصات عالمية مؤخراً عن نيّتها تداول العملات الرقمية في سوريا، وذلك بعد الانفتاح الاقتصادي بين سوريا ودول العالم، وأيضاً رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عنها، لكن يبقى السؤال: هل تداول هذا النوع من العملات يمكن أن ينجح في سوريا؟ وهل البنى التحية مجهزة لتداول العملات الرقمية؟

على نطاق محدود

الخبير المصرفي والاقتصادي أنس الفيومي أشار إلى أنه قبل الخوض في تفاصيل خبر نيّة منصات عالمية تداول العملات الرقمية ومدى مخاطرها، يجب أن ننظر من الجانب الآخر، وأقصد إمكانية أن يكون هذا النوع من المضاربات مقبولاً في بلدنا ، لكن يمكن القول كقاعدة عامة كلما زادت رفاهية شعب من شعوب العالم، زادت إمكانية قبول أفراده المخاطرة في الدخول بمضاربات، سواء بأسواق الأسهم أو تداول العملات الرقمية .

الفيومي: ثقافة المواطن السوري تعتمد على «الكاش» باليد لا على الورق

من هذه القاعدة يمكننا القول: إن هذا النوع من التداولات لن يشهد انتشاراً واسعاً إلّا لدى فئة قليلة جداً وعلى نطاق محدود ، عدا ذلك عدم وصولنا لمرحلة الرخاء المالي، أو حتى المقبول.

عدم توافر التقنيات المناسبة

وبين الفيومي في تصريح لصحيفتنا «الحريّة»، عدم توافر التقنيات المناسبة، ولاسيما سرعة الاتصالات، وعدم وجود معرفة وثقة بنوع كهذا من التداول.

و على سبيل القياس إذا كان التداول لدى سوق دمشق للأوراق المالية مازال محدوداً و بنسب قليلة، فكيف بغيره من التداولات؟ إضافة إلى ثقافة المواطن السوري التي تعتمد على «الكاش» في اليد ولا عشرة أرقام محتملة على الورق .

محفوف بالمخاطر

واضاف الفيومي: مما لاشك فيه أن هذا النوع من التداولات شهد تسارعاً و تطوراً، والتعامل به سريع نسبياً حتّى إنّ رؤساء بعض الدول وزوجاتهم أصبحت لديهم عملات خاصة بهم في سوق التداول، ومع ذلك يعدّ التداول في العملات الرقمية محفوفاً بالعديد من المخاطر ، باعتبار أن من صفات التداول تقلبات الأسعار الشديدة، والتي تؤدي أحياناً لخسائر كبيرة، وكذلك وجود مخاطر تنظيمية متعلقة بسوء إدارة المَحافظ الخاصة بها، ولاسيما أنه لايوجد توحيد لقوانين التعامل بها بين الدول، وتختلف من بلد لآخر، ما قد يؤثر على قيمتها بسبب محدودية التعامل وربما حظرها لدى دول أخرى، ما يؤثر على استخدامها . علماً أن خسائر هذا النوع من التداول لا رجعة فيها أبداً.

كاشفاً عن وجود مخاطر متعلقة بالقرصنة والاحتيال، وخاصة فيما إذا كانت البنية التقنية والتعامل مع البرامج الحديثة محدودين ومن دون عوامل أمان، ما يسهل اختراقها وفقد أموال نتيجة القرصنة، أو ما يصيب بعض المستثمرين من حالات الطمع التي قد تصل بهم إلى كوارث نتيجة البيع، بسبب الخوف أو الشراء بسبب الطمع كما يحدث تماماً بمضاربات أسهم البورصات .

استشارة متخصص مالي

وأوضح الفيومي أنه في حال تطور البيئة التقنية في سوريا، وكانت هناك رغبة لدى البعض في التعامل بهذا النوع من التداول، يجب أن تكون هناك معرفة تامة بالمشروع وفريق العمل فيه وملاءمة التقنيات للمشاركة. مضيفاً: كما تعلّمنا في صغرنا ألّا نضع البيض في سلة واحدة، من هنا يجب تحديد نسبة مشاركة مقبولة للدخول في المخاطرة مع استخدام أوامر الوقف بتوقيتها السليم مع اختيار جيد للمَحافظ الموثوقة والمحمية، وتحليل أعمالها، كما لا يمنع من استشارة متخصص مالي قبل الخوض بأي محفظة تداول رقمية أو استثمارية

Leave a Comment
آخر الأخبار