شراكة أوضح وآفاق أوسع.. قراءة في زيارة الوفد الروسي إلى سوريا

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – سناء عبد الرحمن:
أكد الدكتور شادي أحمد، الخبير الاقتصادي، أن زيارة الوفد الروسي الرفيع المستوى إلى سوريا تحمل أهمية خاصة كونها تأتي في مرحلة دقيقة، موضحاً أن التوقيت بحد ذاته رسالة واضحة بأن العلاقة بين دمشق وموسكو يمكن أن تنتقل من حالة الجمود والالتباس إلى مسار أكثر وضوحاً وتعاوناً.
ويرى أحمد أن الأسس الجديدة للعلاقة السورية – الروسية تتجاوز الطابع التقليدي، لتقوم على “التفاهم السياسي والتعاون الاقتصادي، مع مراعاة التحديات الراهنة، مشدداً على أن احترام السيادة السورية يظل الركيزة الأهم، إلى جانب إقامة مشاريع مشتركة تحقق مصلحة الشعب وتفتح المجال أمام علاقات أكثر استقراراً واستدامة.

خبير اقتصادي: يشكل مدخلاً أساسياً لكسر العزلة والانطلاق نحو شراكات متوازنة

وفيما يخص مرحلة إعادة الإعمار، يشير الخبير الاقتصادي إلى أن روسيا تمتلك خبرات واسعة في مجالات البنى التحتية والطاقة والنقل، فضلاً عن الزراعة والصناعة، لكنه يلفت إلى أن نجاح هذا الدور مرتبط بإيجاد حلول لتجاوز العقوبات والعقبات المالية التي لاتزال تعرقل تدفق الاستثمارات.
ويرى أحمد أنّ الانفتاح على روسيا والعالم يشكل مدخلاً أساسياً لكسر العزلة والانطلاق نحو شراكات متوازنة من شأنها تخفيف الأعباء الاقتصادية على السوريين، موضحاً أنّ الانفتاح على موسكو تحديداً يكتسب أهمية مضاعفة لأنه يجمع بين الدعم السياسي في المحافل الدولية وبين إمكانات التعاون الاقتصادي والتنموي.
وعن دلالة مناقشة الملفات السياسية والاقتصادية مع الجانب الروسي، يرى الخبير الاقتصادي أنّ ذلك يعكس رغبة متبادلة في فتح صفحة جديدة للعلاقات تقوم على الشمولية لا الحصر، حيث تتداخل السياسة مع الاقتصاد والتنمية، معتبراً هذا التحول مؤشراً على أن الطرفين يسعيان إلى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية.
أما عن تقييم الشراكات الدولية، بما فيها مع روسيا، فيوضح أحمد أن المعيار الأهم سيكون مدى انعكاسها المباشر على حياة السوريين، سواء عبر تحسين الخدمات أو خلق فرص عمل أو تخفيف أعباء المعيشة وتعزيز الاستقرار، مشدداً على أن أي شراكة لن تقاس إلا بقدرتها على تقديم حلول واقعية للمشكلات اليومية.
ويختم الدكتور شادي أحمد حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب إرادة سياسية واضحة وإدارة اقتصادية فعّالة، بحيث تتحول الشراكات الدولية، وفي مقدمتها مع روسيا، من مجرد تفاهمات نظرية إلى مشاريع عملية ملموسة، المعيار الحقيقي لنجاح هذه العلاقات، كما يؤكد أحمد، قدرة السوريين على لمس نتائجها في حياتهم اليومية، عبر فرص عمل جديدة، وخدمات أفضل، وأفق تنموي يفتح الباب أمام الاستقرار والازدهار.

Leave a Comment
آخر الأخبار