الحرية : نورما الشيباني :
أطلقت مديرية صحة طرطوس اليوم الفعالية الطبية المجتمعية، بعنوان “شركاء في الصحة شركاء بالقرار ” وذلك في مبنى المحافظة برعاية محافظ طرطوس أحمد الشامي و حضور عدد من الأطباء في القطاع العام والخاص ومشاركة عدد من الشخصيات المجتمعية البارزة من المجتمع الأهلي وغرفة التجارة.
الفعالية تهدف إلى إشراك شخصيات مؤثرة من أصحاب الخبرات والاهتمام بالشأن الصحي في رسم السياسات الداعمة لتطوير القطاع الصحي في المحافظة .
وفي تصريح للصحفيين، أكد مدير صحة طرطوس الدكتور علاء البرهوم أن الهدف من الفعالية الاستماع لكل شرائح المجتمع من مدنيين و أطباء يعملون في القطاع الخاص و المشترك، فصحة المواطنين أمانة ويجب الحفاظ عليهم وتأمين الخدمات الجيدة لهم، من التخطيط بشكل صحيح، وصولاً لقرار مشترك ، وصولاً لتشكيل لجنة استشارية ستعقد اجتماعات دورية كل ثلاثة أشهر، و سيتم توثيق الجلسة لمراجعة التفاصيل والخروج بمخرجات تعرض على اللجنة وتصادق عليها، حيث تكون أول خطوة في الاجتماع القادم هي عرض المخرجات و متابعة مدى تنفيذها.
ولفت البرهوم إلى ضرورة ردم الفجوة بين القطاعين العام والخاص، و مشاركة القطاع الخاص في إدارة القطاع الطبي بحضور شخصيات مجتمعية تقوم بتقديم المقترحات ووجهات النظر، وتسليط الضوء على مواقع الخلل ليتم تصحيحه. كما أكد على أنه ورغم وجود تحديات كثيرة لكن هناك أطباء وكوادر يعملون بضمير للصالح العام.
وقدم د. برهوم عرضاً إحصائياً للخدمات المقدمة في محافظة طرطوس، خلال الربع الأول من العام الجاري. موضحاً حجم التحديات الموجودة، وأن التحدي الأكبر هو في الكوادر البشرية، حيث إن ٢٣٪ من موظفي صحة سوريا موجودون في طرطوس، إضافة إلى الترهل الإداري و نقص الأطباء في الريف، وتوزع الكوادر.
ولفت إلى أن البنية التحتية للقطاع الصحي هي الأفضل في المحافظة، و لكن التجهيزات رديئة وهناك نقص في الأجهزة و الأدوية ضمن المستوصفات ،كما أكد على ضرورة وجود قاعدة بيانات ونظام عمل واضح و سلس، وتحسين بيئة العمل المادية والمعنوية، إضافة إلى معالجة ملفات الفساد ، وإطلاق مشروع تصنيف المشافي والمراكز، وإطلاق الرقمنة الصحية و مشروع الشكاوى والمقترحات، بهدف إعادة رسم الخارطة الصحية وإنشاء قاعدة بيانات المديرية وتحديد حزم الخدمات في كل منشأة .
بدوره، أكد محافظ طرطوس أحمد الشامي أهمية التشاركية بين المجتمع والقطاع الصحي، وضرورة العمل على التشاركية من قبل المجتمع لدعم القطاع الصحي، و أن هذا الدعم يمكن أن يكون من أبواب كثيرة من توعية وتثقيف ومبادرات وتبادل خبرات، ليتحول المجتمع إلى منصة لإيصال هموم القطاع ورفده بالخبرات.
و لفت الشامي إلى ضرورة أن يكون العمل بحالة صحية جيدة ليكون مجدياً ، ووجود حالة تكاملية بين الحقوق والواجبات وفق نظرية الحق والواجب، حيث الصحة ليست فقط خدمات تقدم، بل هي عنوان شامل، والقطاع الصحي مختلف عن كل القطاعات.
هذا و طرح المشاركون العديد من القضايا، منها ضرورة تفعيل المبادرات وتشكيل لجان شعبية لتنظيف المدينة، و أهمية الحفاظ على الأمن الصحي، والانطلاق من فكرة طرطوس مدينة صحية، و تعزيز المبادرات بطريقة لجان وتنظيم.
كما طرحت قضية تفرغ الأطباء في المستوصفات وتعزيز دور الأسرة، ما سيخفف الضغط على المشافي، إضافة إلى مشروع الصحة الإلكترونية. و تم التركيز على أن همّ المواطن هو تأمين الدواء، من أدوية الأمراض المزمنة والإسعافية و أدوية الأطفال، ويمكن أن يتم من خلال تشاركية بين شركات الدواء و الدولة والمجتمع المحلي.
ايضاً تم طرح قضية الجمعيات التي تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد، وضرورة وجود قنوات اتصال بينها وبين القطاع الصحي، وتقديم الدعم والمساندة لها من المجتمع المحلي، وفي هذا السياق ناقش الحضور أهمية إحداث دورات للممرضين والممرضات، وتقديم خدمات صحية شاملة وخدمات طوارئ، و استخدام التكنولوجيا، إضافة إلى خدمات تثقيف و توعية صحية وقائية، و إقامة مشفى للأمراض النفسية، أو تفعيل قسم خاص في المشافي، وخاصة بعد ازدياد الأمراض النفسية.
ولفت الحضور إلى التكلفة العالية للعمليات الجراحية، حيث أجورها لا تتناسب مع الدخل ،و ضرورة تفعيل جهاز الإحصاء ورفده بالكادر المناسب، و البحث في أسباب انتشار السرطان بكثافة في بانياس و نهر الخوابي.