الحرية- علام العبد:
تعد الشعيبيات الإدلبية واحدة من أكثر الحلويات التي اشتهرت بها مدن محافظة إدلب، وذاع صيتها بين المحافظات السورية لا سيما بعد تحرير البلاد من النظام البائد، حتى أصبحت الشعيبيات علامة مميزة في الحلوى الإدلبية، ومطلباً لكل زائر يبحث عن هدية قيمة من إدلب.
حتى أنه لا يكاد يخلو أي محل حلويات في إدلب من بيع الشعيبيات، وتعد من السلع الأساسية التي تزيّن المحلات في المدينة والقرى وكذلك محلات أريحا ومعرة النعمان وجسر الشغور، كما أن إدلب المدينة تُصدر كميات كبيرة من هذه الحلوى إلى مختلف المحافظات السورية.
من بين محلات الشعيبيات التي تشهد إقبالاً لدى المواطنين، هناك العشرات من محلات صناعة وبيع الشعيبيات للعديد من العائلات التي اشتهرت بصناعة الشعيبيات منهم حبوش وغنوم وحلوم وقزموز وعبيد وغيرهم وهذه المحال انتشرت في أكثر من مدينة، فالناس يشمون بالشعيبيات رائحة الوطن، وخيراته، الكثير من الآباء والأحفاد حافظوا على هذه الحرفة، على نفس النوعية والنكهة، وقد أكدوا لـ”الحرية”، أنهم يعتبرون الشعيبيات تحمل الكثير من الدلالات، إضافة إلى مواصفة عالية الجودة التي تمتاز بها، حيث ارتبط الكثير من أسماء العائلات بها –كما قال صاحب أحد المحال والعاملين فيه – فالعجينة الفاخرة اللازمة لصناعة الشعيبيات تحمل علامة خاصة بكل حرفي ماهر صاحب سمعة حسنة.
يوضح مدير أحد محال بيع الشعيبيات أسامة خيرو حبوش، لـ” الحرية “، بأنه تعلم صناعة الحلويات وبالأخص “الشعيبيات” من والده، والذي كان شريكاً مع صاحبه أحمد العمري، منذ تأسيس المحال منذ أكثر من 50 سنة.
وأضاف: “بعد وفاة الوالد قررت أن أشرك معي معلمي حلويات جدداً، وبجهودهم استمر المحل في إنتاج أفخر أنواع الحلويات العربية، وبخاصة “الشعيبيات” لأن المحل اشتهر بتقديمها للزبائن منذ زمن بعيد”.
وقال العامل في المحل حسين الريحاوي لـ ” الحرية ” صحيح أن الحاج خيرو حبوش لم يعد موجوداً، ولكن المحل استمر باسمه وما زال يقدم أشهى الحلويات العربية على أنواعها وبأسعار مدروسة.
وامتدت شهرة هذه الصناعة إلى أن أصبحت لها محال متخصصة لا تعمل سوى في إنتاج الشعيبات فقط، وتتركز أغلبها في مدن إدلب، وأريحا وجسر الشغور ومعرة النعمان.
وخلال جولة لـ”الحرية” داخل أحد محال صناعة الشعيبيات بمدينة إدلب، لنتعرف طريقة صناعة الشعيبيات، أشار الشيف في المحل أحمد حبوش ، لـ” الحرية”، أن “مكونات عجينة الشعيبيات بسيطة جداً، فلكي تصنع صدر شعيبيات فِأنت بحاجة إلى المقادير التالية: 2.5 كلغ طحين، 100 غرام حليب، 50 غرام ملح، كلغ سميد ونصف كيلغ نشاء، بالإضافة إلى القطر والسمنة والماء، تخلط وتترك ساعة وبعدها تقطع ومن ثم توضع في براد وبعدها تحشى بالقشطة والفستق وتدهن بالسمنة، وتوضع في الفرن ومن ثم يضاف عليها ماء الزهر .”
وأضاف، هذه التشكيلة تجعلها شعبية ويمكن للزبون شراء قطعة أو أكثر، ولكل قطعة حجمها وسعرها فالقطعة أو القرص يباع بحوالي 10آلاف ليرة سورية، مشيراً إلى أنه يضاف للشعيبيات القطر المصنوع من السكر لتكتسب بريقها الشهي، ثم تترك في وعاء من النحاس يقال له ” صدر” لتبرد وتهوّى.
يذكر أن الإنتاج من الشعيبيات يتم يومياً وطازجاً لتلبية طلبات المسافرين والزبائن داخل إدلب وخارجها، أن الشعيبيات الإدلبية خالصة المكونات الطبيعية دون أي إضافات من مكسبات الطعم أو اللون أو الرائحة.