صحف روسية: سلوك إيران بالغ الأهمية لموسكو وبكين.. والعامل الحاسم في الحرب هو من يتعب ‏شعبه أولاً

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية –  مها سلطان:
مع دخول الحرب الإيرانية- الإسرائيلية يومها الخامس، ما النتيجة الأبرز ومن يتحمل نتائج الحرب ‏أكثر، إسرائيل أم إيران؟
سؤالان طرحتهما كل من صحيفتي «فزغلياد» و«برافدا رو» الروسيتين، وأجابت عنهما من وجهة ‏نظر مختلفة عمّا هو سائد من تحليلات وتوقعات.‏
ترى صحيفة «فزغلياد» أنه على الرغم من خسائر إيران الفادحة في صفوف قياداتها العسكرية وعلمائها ‏النوويين، إلا أنها واصلت قصف إسرائيل وحافظت على استمرارية عمل نظامها الصاروخي. وتنقل ‏رأياً عن الخبير السياسي أليكسي نعوموف يقول فيه: إن الخسائر في صفوف قيادة الحرس الثوري ‏الإيراني لا تؤدي إلى شلل في الإدارة، نظراً لقوة الاحتياط البشري والعقيدة الاستشهادية، التي تُحوّل مقتل ‏القادة إلى أداة للتعبئة.‏
ويضيف: في الحرب، تُعد قدرة المجتمع على تعويض خسائره البشرية، ودعم الاقتصاد، والحفاظ على ‏الوحدة السياسية، أهم من عدد القادة الذين يُقتلون ويرى أن أياً من الجانبين لم يفقد القدرة على المقاومة ‏والإدارة بعد، ومن السابق لأوانه الحديث عن نقطة تحوّل في الصراع. ‏
ويتابع: إسرائيل ضربت بقوة، لكنها لم تُعطّل قدرة طهران على الضغط على زر «الإطلاق» فلا تزال ‏إيران- بعد أن فقدت نخبتها- تُطلق مئات الصواريخ وتُحافظ على مسارها التصعيدي، من دون الوقوع في ‏فوضى.
صحيح أن عدد الجنرالات القتلى مؤشرٌ صارخٌ وإن كان سطحياً، إنما الأهم من ذلك قدرة ‏المجتمع على سدِّ فجوة الكوادر بسرعة، والاستمرار في العيش ودفع الضرائب، والحفاظ على الوحدة ‏السياسية والسيطرة عندما يصبح الحداد أمراً روتينياً. لن يكون العامل الحاسم عددُ القتلى، بل من سيكون ‏شعبه أول من يتعب من دفع ثمن الحرب- مالاً وخوفاً ووقتاً.‏
أما صحيفة «برافدا رو» فتنتقد تركيز الإعلام الغربي على الدمار في إيران فقط وترى أنه رغم هذا ‏التركيز فإن النتيجة الرئيسية ليست في عدد الأهداف التي قصفها هذا الطرف أو ذاك، بل في تفوق ‏الصواريخ الإيرانية بشكل هائل على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المُبالغ في الترويج له.‏
على هذه الخلفية، صرّحت وزارة الخارجية الإيرانية باستعدادها لإبرام اتفاق يضمن عدم امتلاكها أسلحة ‏نووية. وهذا لا يعني استسلام إيران. هكذا بالضبط تتصرف روسيا، مُعلنةً سعيها للسلام مع نظام كييف. ‏الدبلوماسية في ظلّ حكومات فعّالة لا تُلغى، والجيش يقوم بمهمته.‏
ردّ إيران العسكري، الذي لم تجرؤ على فعله سابقاً، بالغ الأهمية للحفاظ على المواقف التفاوضية ليس ‏لطهران فحسب، بل لروسيا والصين. لقد تجلّى للغرب بوضوح مدى هشاشة دفاعاته الجوية في حرب ‏تقليدية. الأسلحة فرط الصوتية التي تمتلكها روسيا لا «ترياق» ينفع ضدها، ما يجعل الغرب أكثر مرونةً ‏في المفاوضات بشأن أوكرانيا. ‏
من ناحية أخرى، تُبعد الصين الحرب عن تايوان. لن تكون إيران «الطرف الثاني» في المفاوضات بشأن ‏البرنامج النووي، رغم امتلاكها ترسانة نفوذ أقوى على الغرب، عبر إغلاق مضيق هرمز وضرب ‏القواعد العسكرية الغربية. ستتفاوض طهران بشروطها الخاصة، ولن يجرؤ أحد على منعها من استخدام ‏الطاقة الذرية السلمية.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار