الحرية – مها سلطان:
مع دخول الحرب الإيرانية- الإسرائيلية يومها الخامس، ما النتيجة الأبرز ومن يتحمل نتائج الحرب أكثر، إسرائيل أم إيران؟
سؤالان طرحتهما كل من صحيفتي «فزغلياد» و«برافدا رو» الروسيتين، وأجابت عنهما من وجهة نظر مختلفة عمّا هو سائد من تحليلات وتوقعات.
ترى صحيفة «فزغلياد» أنه على الرغم من خسائر إيران الفادحة في صفوف قياداتها العسكرية وعلمائها النوويين، إلا أنها واصلت قصف إسرائيل وحافظت على استمرارية عمل نظامها الصاروخي. وتنقل رأياً عن الخبير السياسي أليكسي نعوموف يقول فيه: إن الخسائر في صفوف قيادة الحرس الثوري الإيراني لا تؤدي إلى شلل في الإدارة، نظراً لقوة الاحتياط البشري والعقيدة الاستشهادية، التي تُحوّل مقتل القادة إلى أداة للتعبئة.
ويضيف: في الحرب، تُعد قدرة المجتمع على تعويض خسائره البشرية، ودعم الاقتصاد، والحفاظ على الوحدة السياسية، أهم من عدد القادة الذين يُقتلون ويرى أن أياً من الجانبين لم يفقد القدرة على المقاومة والإدارة بعد، ومن السابق لأوانه الحديث عن نقطة تحوّل في الصراع.
ويتابع: إسرائيل ضربت بقوة، لكنها لم تُعطّل قدرة طهران على الضغط على زر «الإطلاق» فلا تزال إيران- بعد أن فقدت نخبتها- تُطلق مئات الصواريخ وتُحافظ على مسارها التصعيدي، من دون الوقوع في فوضى.
صحيح أن عدد الجنرالات القتلى مؤشرٌ صارخٌ وإن كان سطحياً، إنما الأهم من ذلك قدرة المجتمع على سدِّ فجوة الكوادر بسرعة، والاستمرار في العيش ودفع الضرائب، والحفاظ على الوحدة السياسية والسيطرة عندما يصبح الحداد أمراً روتينياً. لن يكون العامل الحاسم عددُ القتلى، بل من سيكون شعبه أول من يتعب من دفع ثمن الحرب- مالاً وخوفاً ووقتاً.
أما صحيفة «برافدا رو» فتنتقد تركيز الإعلام الغربي على الدمار في إيران فقط وترى أنه رغم هذا التركيز فإن النتيجة الرئيسية ليست في عدد الأهداف التي قصفها هذا الطرف أو ذاك، بل في تفوق الصواريخ الإيرانية بشكل هائل على نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المُبالغ في الترويج له.
على هذه الخلفية، صرّحت وزارة الخارجية الإيرانية باستعدادها لإبرام اتفاق يضمن عدم امتلاكها أسلحة نووية. وهذا لا يعني استسلام إيران. هكذا بالضبط تتصرف روسيا، مُعلنةً سعيها للسلام مع نظام كييف. الدبلوماسية في ظلّ حكومات فعّالة لا تُلغى، والجيش يقوم بمهمته.
ردّ إيران العسكري، الذي لم تجرؤ على فعله سابقاً، بالغ الأهمية للحفاظ على المواقف التفاوضية ليس لطهران فحسب، بل لروسيا والصين. لقد تجلّى للغرب بوضوح مدى هشاشة دفاعاته الجوية في حرب تقليدية. الأسلحة فرط الصوتية التي تمتلكها روسيا لا «ترياق» ينفع ضدها، ما يجعل الغرب أكثر مرونةً في المفاوضات بشأن أوكرانيا.
من ناحية أخرى، تُبعد الصين الحرب عن تايوان. لن تكون إيران «الطرف الثاني» في المفاوضات بشأن البرنامج النووي، رغم امتلاكها ترسانة نفوذ أقوى على الغرب، عبر إغلاق مضيق هرمز وضرب القواعد العسكرية الغربية. ستتفاوض طهران بشروطها الخاصة، ولن يجرؤ أحد على منعها من استخدام الطاقة الذرية السلمية.
صحف روسية: سلوك إيران بالغ الأهمية لموسكو وبكين.. والعامل الحاسم في الحرب هو من يتعب شعبه أولاً

Leave a Comment
Leave a Comment