صناعة الأحذية والمستلزمات الجلدية تعود إلى الواجهة.. معرض حلب يختتم بتوقيع عقود مبشرة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحريةـ أنطوان بصمه جي:

يلمع اليوم بصيص أمل لصناعة حرفية حلبية عريقة كادت تندثر. ففي فندق الشيراتون بحلب، اختتم معرض الأحذية والمنتجات الجلدية فعالياته بتوقيع عقود تعيد الروح لقلب الصناعة السورية، وسط حضور عربي ودولي لافت ليعلن فيها أن الصناعة الحلبية عادت إلى المنافسة.

عقود مبشرة وانفتاح دولي

شهد اليوم الختامي للمعرض الذي نظمته المدينة الصناعية بالراعي وغرفتا تجارة وصناعة حلب وشركة ثقة للمعارض والمؤتمرات إقبالاً من زوار محليين ومستثمرين من دول عدة منها تركيا والأردن وفلسطين ودول الخليج ولبنان.

وكشف حسين عيسى نائب رئيس غرفة تجارة حلب خلال تصريح خاص لصحيفة “الحرية” عن توقيع عقود “مبشرة” تعيد الصناعة إلى سابق عهدها بعد أن تقلصت حصتها السوقية إلى نسبة ضعيفة جداً بسبب سياسات النظام السابق.

إرث آلاف السنين في مواجهة التحديات

يأتي هذا الانفتاح في لحظة حاسمة للصناعة التي كانت سوريا تستحوذ عبر منتجاتها على 3% من السوق العالمي ما يعادل 750 مليون زوج أحذية سنوياً بحسب ما صرح به نائب رئيس غرفة تجارة حلب، وأشار إلى عوامل النهوض المتاحة منها توافر اليد العاملة الماهرة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي القريب من أسواق أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والخليج، بالإضافة إلى أهمية المنافذ التصديرية الواعدة عبر مطار حلب الدولي في حال تفعيله.

تركيا شريك استراتيجي للمواد الخام

بدوره، أكد صلاح الدين الشريف مدير المدينة الصناعية بالراعي لصحيفة “الحرية” أن 10 شركات تركية ستورّد المواد الخام لسوريا، مشيراً إلى تميزها بالجودة والأسعار التنافسية.

كما لفت الشريف إلى أن جميع الشركات المشاركة المحلية والدولية أبرمت عقوداً مع نظرائها السوريين والتجار الزوار القادمين من مختلف الدول العربية، وهو ما وصفه بـ”الحدث بالغ الأهمية”.

تحذيرات من الإغراق الصيني ومطالب حكومية

ونبه كلا المسؤولين “عيسى والشريف” إلى الخطر الأكبر الذي يهدد الصناعة المحلية منها الإغراق بمنتجات صينية جاهزة رخيصة الثمن، مبينين أنهم طالبا الحكومة بإعادة النظر في التعرفة الجمركية للواردات، وضرورة تفعيل مطار حلب الدولي لجذب الاستثمارات، وحماية المنتج المحلي عبر سياسات داعمة.

في حين أكد مدير المدينة الصناعية في الراعي أن نهوض الاقتصاد السوري يحتاج إلى العملة الصعبة، وهذا يتحقق من خلال جذب المستثمرين الأجانب ووقف إغراق السوق بالبضائع الصينية.

وآخيراً، بالرغم من التحديات التي تواجه العاصمة الاقتصادية حلب، يحمل المعرض رسالة واضحة وهي أن  صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية السورية، بروافعها التاريخية وشراكاتها الجديدة، تستعد لعودتها إلى مكانتها.، وأن العقود الموقعة اليوم ليست مجرد صفقات، بل خطوات أولى على طريق إحياء إرث صناعي كاد أن يُنسى.

تصويرـ صهيب عمراية

Leave a Comment
آخر الأخبار