الحرية – عمار الصبح :
بكثير من الاهتمام تابع أبناء محافظة درعا إطلاق صندوق التنمية السوري باعتباره حدثاً نوعياً في مسيرة إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، حدثٌ يضع المجتمع المحلي شريكاً أساسياً في التمويل والتخطيط وأيضاً في التنفيذ، بما ينعكس إيجاباً على مستوى الخدمات والفرص المتاحة لأبناء المحافظة.
مشاريع حيوية
يعد إطلاق “صندوق التنمية السوري” الذي جاء بموجب المرسوم الرئاسي رقم (112) لعام 2025، أحد أبرز الخطوات الاقتصادية المنتظرة، إذ يهدف إلى المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية وفي كل القطاعات.
المهندس عبد الرزاق النايف والذي كان حاضراً حفل إطلاق الصندوق في ساحة البانوراما بمدينة درعا، يرى أن الأخير يعد منصة وطنية لتوحيد الجهود وتوسيع الشراكات بين مختلف الجهات، بما يضمن تنفيذ مشاريع مستدامة تحدث أثراً ملموساً في حياة المواطنين، وتدعم النهوض بمختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية في جميع المحافظات السورية.
ويشير النايف إلى أن وضع قطاع الزراعة كأحد أبرز القطاعات الرئيسية التي يستهدفها الصندوق، هو خطوة مهمة من شأنها أن تعيد الثقة بهذا القطاع الريادي الذي تعرض لانتكاسات كبيرة، وقد حان الوقت الآن لأن تعود الزراعة إلى مكانها الطبيعي كقاطرة للقطاعات الأخرى، عبر دعم المزارعين وتوسيع الاستثمارات الزراعية ودعم الصادرات.
مرونة واسعة
ويركز الصندوق على تمويل مشاريع حيوية في خمسة قطاعات رئيسية: الصحة، التعليم، المياه، الزراعة، والبنية التحتية، مع إعطاء الأولوية للمشاريع التي تسهم في عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، كما يتضمن برنامج الصندوق إنشاء مراكز للدفاع المدني ونظام إنذار مبكر في مختلف المحافظات، لتعزيز قدرة وزارة الطوارئ على الاستجابة السريعة للحالات الطارئة.
وفي هذا السياق يشير المحامي زكريا الهلال إلى ما يتمتع به الصندوق من استقلالية مالية وإدارية وارتباطه المباشر برئاسة الجمهورية، ما يمنحه مرونة واسعة في العمل بعيداً عن البيروقراطية التقليدية التي عطلت العمل الحكومي خلال السنوات الماضية.
ويضيف: “ما يميز هذا الصندوق أنه يعمل بروح مؤسساتية ويخضع لآليات دقيقة للرقابة والتقييم، الأمر الذي يكفل الشفافية في الأداء، ويضمن سرعة الإنجاز وبالجودة المطلوبة”.
شركاء في التنمية
في بلد انهكته الحرب، يضع صندوق التنمية الجميع أمام مسؤولياتهم للنهوض بالواقع ونفض غبار الحرب والتخلص من التركة الثقيلة للنظام البائد.
يقول محمود الزعبي أحد الوجهاء في المحافظة، إن الصندوق ليس فقط مجرد خطوة اقتصادية مهمة أو إطار تمويلي فحسب، بل هو خطوة تشاركية تتيح للمواطن أن يكون شريكاً فاعلاً في البناء، على اعتبار أن كل المشاريع التي سيمولها الصندوق ستعود بالنفع على الجميع، موضحاً أهمية تكريس مفهوم المبادرة والاعتماد على النفس كثقافة مجتمعية يجب أن تكون حاضرة خلال الفترة القادمة.
ويركز الزعبي في حديثه على فكرة إخلاص النية في العمل، فالمهمة كما يقول ليست سهلة والتحديات كبيرة ولكن المهم أن نبدأ العمل، فمن لم يكن قادراً على تقديم الدعم المالي، فحسبه الكلمة الطيبة التي تحفز الآخرين على المشاركة، بما يعزز ثقة المواطن بأن مشاريع الصندوق ستحدث فرقاً في حياة الناس، وأن كل ليرة توضع في هذا الصندوق هي لبنة نعيد بها بناء سوريا التي نتطلع إليها جميعاً بأن تكون أقوى بهمة أبنائها وعزيمتهم.