الحرية- دينا عبد:
تستمر تقنيات الذكاء الاصطناعي بإبهار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين باتوا الآن “أسرى” للترند الجديد، والذي يقوم من خلاله الشخص بدمج صورته في الطفولة مع هيئته الحالية ليشكل “صورة حضن” فيها الكثير من الحنين إلى الماضي اليوم هذا الترند بتقنية الذكاء الاصطناعي يتبادله الكثيرون ويشاركون صورهم عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حينما تتيح لهم التكنولوجيا أن يحتضنوا أنفسهم وربما فيه الكثير من الفخر، والحزن تارة أخرى.
طريقة ودية
المهندس ياسر( هندسة تطبيقية) وهو مهتم بالتقنيات الذكية أشار إلى أن عملية دمج صورتين بالذكاء الاصطناعي بالاحتضان باتت منتشرة، وهو ما يعكس طريقة جميلة وودودة للتواصل مع الأشخاص، سواء العناق مع نسختهم وهم أصغر سناً، أو مع من يعيشون بعيدين عنهم ، أو حتى ربما رحلوا .
ويضيف أن الذكاء الاصطناعي يوفرالعديد من الأدوات التي تتيح لرواد التواصل الاجتماعي القيام بنشاطات “رقمية” غير معتادة، والاستمتاع بها.
ذكريات
سارة طالبة جامعية كتبت عبر صفحتها تقول إن ما نشاهده الآن يسمى بـ “تمرين احتضان طفلك الداخلي”، والذي ترى أنه أول خطوة في الوعي والاعتراف بكم الذكريات التي تمر بنا وما تتركه من أثر في النفوس.
كما ترى أنه من الجيد أن يستحضر الشخص موقفاً أو ذكرى من طفولته، ويقوم بتخيلها وهو يشاهد تلك الصورة أمامه، والتعرف على ما يحتاجه ذلك الطفل.
أما حسن ( موظف) لم يحاول أن يسترجع صوره القديمة، وذلك لانها مرتبطة بالكثير من الذكريات الحزينة. عدا عن أنه فقد نسبة كبيرة من صور الطفولة لديه بعد أن انتقل من بلده بسبب الحرب، واستقر في دولة أخرى، لذلك لا يحمل صور طفولة ولا ذكريات جميلة مرتبطة بها، ويكتفي بالمشاهدة، على حد قوله.
ملء فراغ
الاستشارية التربوية صبا حميشة بينت أن الأشخاص الذين يستحضرون صور الطفولة يسترجعون معها دفء البيت واهتمام الوالدين، وهناك بعض الأشخاص يعيدون صور أحبة رحلوا، كأن يضيف الابن مثلاً صورة والده المتوفى إلى لحظة تخرجه ليملأ فراغاً عاطفياً كان يتمنى أن يعيشه معه لحظة تخرجه في الجامعة.
اللافت، وفق حميشة، أن هذا الترند تزامن مع فصل الخريف، الذي يسميه الكثيرون “فصل الحنين”. ففي هذا الوقت من السنة، حين تتساقط الأوراق وتغدو الأجواء أكثر هدوءاً، تميل النفس بطبيعتها إلى استحضار الذكريات والتأمل في الماضي.
وتوضح الاستشاريه التربوية مع أن لهذه الصور والذكريات جوانب إيجابية كثيرة: كإثارة مشاعر جميلة، وإشباع بعض الفراغات العاطفية، وإحياء روابط وجدانية مع الماضي، إلا أنه لا بد من التنبيه إلى الجوانب السلبية المحتملة؛ فقد يواجه بعض الأشخاص اإحباطاً حين يتذكرون أن من يظهر معهم في الصورة لم يعد موجوداً فعلاً، أو حين يقارنون حاضرهم بماضيهم فيشعرون بخسارة أو خذلان.
لذلك، يبقى الحنين جميلاً ما دام في حدوده الطبيعية: ذكرى لطيفة، ومشاعر دافئة، ولمسة خفيفة على القلب. أما حياتنا الحقيقية فهي في الحاضر، ولا ينبغي أن نغرق في الماضي أو نسمح لذكرياته أن تعوق سعادتنا اليوم.