الحرية – فادية مجد
تتسرب مياه الأمطار من بين أيدينا، كما تتسرب الفرص الثمينة، في وقتٍ تشتد فيه الحاجة إلى كل قطرة ، ورغم أن منطقتنا الساحلية تنعم بهطولات مطرية شتاء ، إلا أن الواقع المائي فيها لا يعكس هذا الغنى، إذ نعاني من شح واضح في المياه، وخاصة خلال فصل الصيف ، حيث ترتفع الحاجة وتقل الموارد.
ومن هنا تبرز ضرورة حصاد مياه الأمطار كخيار إستراتيجي لا يحتمل التأجيل، لضمان الأمن المائي، ودعم الزراعة، وتأمين احتياجات السكان ، في ظل تغيرات مناخية متسارعة وتحديات بيئية متزايدة.
تنفيذ السدود والسدات والخزانات
مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس محمد محرز بيّن لـ الحرية أن المديرية أنجزت عدداً من السدود، منها الأبرش وخليفة والدريكيش والصوراني، بينما لا يزال العمل جارياً في سد البلوطية , و تنفيذ سدات في منطقتي البيرة والسميحيقة ، فيما سدتا بمنّة وعين دليمة قيد التنفيذ .
و أنجزت المديرية خزانات في مناطق متعددة، أبرزها خزان الدَّي، وخزان الطواحين، وخزان رام ترزة، إضافة إلى أكثر من ٣٠ رامة ترابية موزعة في جرد القدموس وبانياس والشيخ بدر.
استخدامات متعددة
ولفت محرز إلى أنّ استخدام مياه الحصاد يتركز بشكل رئيسي على تأمين مياه الري، كما تستخدم هذه المياه في سقاية المواشي، إطفاء الحرائق، وتنمية الثروة السمكية.
ونوه بأن مشاريع مياه الشرب، تنفذ بالتنسيق مع مؤسسة المياه، وتعد من أولويات الوزارة، كما هو الحال في سدود الدريكيش والصوراني والبلوطية.
الترخيص للمشاريع الصغيرة
و تتولى المديرية تنفيذ السدات و الخزانات المائية من موازنة الوزارة، وذلك بعد إجراء الدراسات الفنية والمالية اللازمة، أما الخزانات الحقلية التي ينفذها المواطنون ضمن أراضيهم الخاصة، فلا تحتاج إلى ترخيص .
و بيّن محرز أن المديرية مستعدة لتقديم الدعم الفني عند الطلب ، كما أن اختيار مواقع المشاريع يتم إما عبر استطلاع ميداني أو بناءً على طلبات المجتمع المحلي، حيث تجرى الدراسات وفق المعطيات الجيولوجية والطبوغرافية والهيدرولوجية المتوفرة.
مشاريع تنتظر التمويل
وكشف محرز عن وجود عدد من المشاريع الجاهزة للتنفيذ، بانتظار تأمين التمويل اللازم، ومن بينها سد مرقية وسد عين الكبيرة، إضافة إلى خزانات في مناطق الشيخ بدر والدردارة والمرانة والحاطرية وبصرمون وبلوسين وبدوقة وبصيرة الجرد، إلى جانب سدة خربة مكار ، وسدة شرق قنية ، منوها بأن الدراسات الخاصة بهذه المشاريع تتضمن تقييماً للأثر البيئي، يشمل تأثيرها على المياه الجوفية والسطحية، فضلاً عن جدواها الاقتصادية بالنسبة للمواطنين.
وأنجزت المديرية دراسة لتنفيذ أربعة خزانات في منطقة الحاطرية بالقدموس، لقلة الموارد الجوفية فيها، وهي مشاريع تنتظر التمويل اللازم من الوزارة، مع استمرار التنسيق مع جهات مانحة ومنظمات دولية لتنفيذها، وذلك لأهميتها الحيوية في دعم استقرار المنطقة مائياً.