الحرية ـ وليد الزعبي:
لا يخلو المشهد في أي من أماكن مدينة درعا وغيرها من كثرة وجود المتسولين، فأينما تحركت في الطرقات وعلى الأرصفة وضمن المديريات وحتى عيادات الأطباء والمخابر ومكاتب المحاماة وغيرها، تصطدم بهم.
وهم يتقنون فنون التسوّل بشكل لا يكاد ينفك منهم أحداً، فهذه تطلب إيجار باص وتلك ثمن دواء وغيرهما لتعيل أولادها، مع إطلاق سيل من عبارات الاستعطاف والتودد بشكل دبق للغاية، وكلما همّ المرء للتملص والمضي في سبيله تجدهن يعترضنه وبإصرار حتى يحصلن على النقود.
لا يقل دهاء عن المتسولات أولادهن الذين يجوبون معظم الأحياء مع التركيز على الأماكن التي تشهد تجمعات للناس، مثل مراكز الانطلاق والمطاعم الشعبية، وكذلك أرصفة المحاور الطرقية والساحات التي تشهد كثافة في حركة المشاة.
ليس الأمر عند معظم المتسولين بدافع الحاجة، لكن ما يحدث بالخط العريض، عبارة عن تحول التسول إلى مهنة لاستسهال الحصول على المال، وما يثبت ذلك أن الكثيرين من الناس شاهدوا سرافيس وهي تأتي بممتهني التسول صباحاً وتنزلهم في مواقع محددة، وبعد انقضاء النهار يتجمعون بالأماكن نفسها ويشترون الوجبات الجاهزة غالية الثمن ومن ثم يقلهم السرفيس نفسه إلى بلداتهم.
لا تقف المهنة عند هذا الحد، بل هناك من المتسولات أو أبنائهن من يقوم بسرقة المال أو سلع ما، مستغلين لحظة غفلة من صاحب متجر أو صيدلية أو مطعم وهو يبيع الزبائن، أو لدى نزول صاحب سيارة منها وهي مفتوحة النوافذ لبرهة من الزمن لقضاء حاجة ما.
الوجوه نفسها تتكرر كل يوم، وكثيراً ما يصادف المرء المتسولة نفسها التي طلبت إيجار الباص بالأمس تطلبه اليوم، ومن باب المزاح قد يسألها: هل ما زلت هنا من الأمس؟
إن ظاهرة التسول اتسعت كثيراً وباتت عبئاً ثقيلاً على المجتمع، ولا بد من محاصرتها ومكافحة ممتهنيها بأسرع ما يمكن من الجهات ذات العلاقة، ونقطة القدوم والعودة غدت معروفة تنادي على من يرغب بالمعالجة.
ظاهرة تتسع!
Leave a Comment
Leave a Comment