هل تكفي المعرفة الأكاديمية لدخول عالم البرمجة الاحترافية؟.. رؤية واقعية من الدكتور محمد أبو هدهود في جامعة اللاذقية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سراب علي:

شهد النادي السينمائي في جامعة اللاذقية ندوة علمية متميزة حملت عنوان «متطلبات سوق العمل من المبرمجين.. من سوق العمل إلى عالم الاحتراف» قدّمها الدكتور محمد أبو هدهود، مؤسس منصة Programming Advices وأحد أبرز روّاد البرمجة في العالم العربي.

هدفت المحاضرة إلى تسليط الضوء على المهارات العملية التي يحتاجها المبرمجون للانتقال من الدراسة النظرية إلى بيئة العمل الاحترافية، وسط حضور لافت من طلاب كليات الهندسة بمختلف الاختصاصات وأعضاء الهيئة التدريسية.

فجوة بين الدراسة ومتطلبات السوق

استهلّ الدكتور أبو هدهود حديثه بالإشارة إلى الفجوة القائمة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل البرمجي، مؤكداً أنّ المناهج الجامعية تؤسس للفكر التقني لكنها لا تكفي لصناعة المبرمج المحترف، مشيراً إلى أن ما يميز المبرمج القادر على العمل في كبرى الشركات العالمية ليس حفظه للأكواد، بل قدرته على التفكير التحليلي وفهم المشكلة وتقسيمها إلى عناصر منطقية يمكن التعامل معها بذكاء.

كما قدّم الأساسيات للوصول إلى المستوى العالمي في البرمجة، تضمنت مجموعة من الخطوات العملية التي تساعد الشباب على بناء مسار مهني احترافي، وأشار إلى أن البداية تكون من إتقان أساسيات علوم الحاسوب، مروراً بفهم الخوارزميات وهياكل البيانات، ثم الانتقال إلى بناء المشاريع الفعلية التي تعكس مهارة المبرمج في التطبيق الواقعي.

الوصول إلى الشركات العالمية

وخلال المحاضرة، تطرق الدكتور أبو هدهود إلى أهمية المبرمجين في الاقتصاد المعاصر،
وبيّن أن المبرمجين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد الرقمي العالمي، حيث تعتمد كبرى الشركات والمؤسسات على فرق برمجة متكاملة لتطوير منتجاتها وتحسين خدماتها، من الشركات التقنية العملاقة مثل غوغل ومايكروسوفت، إلى القطاعات التقليدية التي دخلت عالم التحول الرقمي.

كما شدّد على ضرورة المشاركة في المسابقات البرمجية والمقابلات التقنية التي تتيح للمبرمجين اختبار قدراتهم وتطويرها، وأكد أن الوصول إلى الشركات العالمية يتطلب الانضباط، والمثابرة، والقدرة على التعلّم الذاتي المستمر، وأن المبرمج الحقيقي لا يتوقف عند حدود ما تعلمه في الجامعة، بل يواصل اكتشاف الأدوات الحديثة والتقنيات الجديدة كل يوم

الموهبة وحدها لا تكفي

مشيراً إلى أن الموهبة هي الشرارة الأولى، لكنها تحتاج إلى صقلٍ بالخبرة والممارسة، ودعا الطلبة إلى تحويل شغفهم إلى إنجازات ملموسة من خلال تجريب الأفكار، وتنفيذ المشاريع الشخصية، وبناء سيرة مهنية تقنية قوية تعكس مهاراتهم.
وفي ختام اللقاء، عبّر الدكتور محمد أبو هدهود عن سعادته بهذا التواصل المباشر مع طلاب الجامعة، مؤكداً أن الجيل القادم من المبرمجين العرب قادر على المنافسة عالمياً إذا امتلك الرؤية والإصرار وروح التعلم المستمر.

مشدداً على الطلبة أنه لايجب انتظار الفرصة ، بل يجب أن يصنعوها، فالمبرمج القادر على حلّ المشكلات بذكاء هو الذي تصنعه التجربة، لا الشهادة وحدها.

Leave a Comment
آخر الأخبار