الحرية- علام العبد:
وما هي إلا ساعات قليلة وبعدها سنودّع هذا العام بكل ما قدّمه للبعض من أفراحٍ ومسرّاتٍ باعثة للانشراح لقلوبنا الكبيرة وللتغيّر الجذري في حياتنا، كما أننا سنفارق أيضاً ما كان فيه من أتراح للبعض كانت قاسية عليهم سواء تعلق الأمر بالحوادث الموجعة أو المواقف المأساوية، وعلى الرغم من ذلك فإنها تركت في تفكيرنا وسلوكياتنا بصمة واضحة، فبسببها صارت أفكارنا وتصرفاتنا أكثر نضجاً وتبصراً.
ونحن لا نودع سنة من الأيام فقط، بل نودع أعماراً كُتبت، وخطوات سُجّلت، وقلوباً فرحت وتألمت.
عام مضى بما فيه؛ أخذ معه أشياء لن تعود، وترك لنا دروساً لو تأملناها لتغيرت حياتنا.
مع نهاية كل عام، يقف الإنسان أمام نفسه قبل أن يقف أمام الزمن:
ماذا ربحت؟ ماذا خسرت؟ وماذا تعلمت؟
فالسنون لا تقاس بعددها، بل بما زرعناه فيها من خير، وبما اقتربنا فيه من الله، وبما أصلحناه في قلوبنا قبل أعمالنا.
العام الجديد ليس وعداً بالسعادة، بل فرصة، فرصة لتوبة صادقة، لقلب أنقى، لنية أخلص، لرحمة أوسع، ولتسامح يريح الروح قبل أن يرضي الناس.
تذكروا: ما فات لا يصلح بالحسرة، بل بالعبرة، وما هو آتٍ لا يبنى بالأماني، بل بالعمل، وأجمل ما نستقبل به العام الجديد قلب سليم، ولسان لا ينطق إلا الكلام الطيب والحسن ذاكراً لله وما يحبه، ونية لا تؤذي أحداً.
لنجعل العام القادم أقرب إلى الله، وأصدق مع النفس، ننبذ فيه الأحقاد والكراهية، ونجعله أغنى في العطاء والعمل والإنجاز، فالعمر يمضي لكن الأثر الطيب هو الذي يبقى خالداً.
باختصار؛ ونحن نستقبل العام الجديد 2026 نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يأتينا شعور الآية الكريمة: ( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس).
وكلنا أمل في تكاتفنا وتماسكنا وتعاوننا وبذلنا جهوداً مضاعفة من أجل خير سوريا والسوريين، وسلامها وأمنها، كلنا أمل في تجاوز المحن والعقبات بتكاتفنا وإيماننا الصادق بأن نقف إلى جانب وطننا وما يفيده ونحن نعمل جاهدين مع كل يد تمتد لخير الوطن والإنسانية، فالدال على الخير كفاعله ولنكن فاعلين لخير وطننا ومواطننا ولنكن مؤمنين بالعقيدة التي نعيش لأجلها في كل خطوة نخطوها إلى الأمام فبتكاتفنا ولحمتنا لأجل سوريا الجديدة نحقق ما نصبو إليه استقراراً وأمناً ونماءً وبناءً، ولنترك لأجيالنا كل الحب والخير الذي يتمنوه وحياة آمنة وسعيدة يريدونها.
كل عام وأنتم بخير وسلام وأمان.