عبور الأفق.. زيارة الرئيس الشرع إلى الكويت إشراقة التعاون الجديد

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – أمين الدريوسي:‏
‏وصل الرئيس أحمد الشرع إلى دولة الكويت في زيارة رسمية، برفقة وفد رسمي يضم كبار المسؤولين ‏السوريين، منهم وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وعدد من كبار المسؤولين الدبلوماسيين، وقد ‏استُقبل الرئيس الشرع في مطار الكويت الدولي بحفاوة بالغة من قبل وفد رسمي مكلف من قبل القيادة الكويتية، ‏حيث أُقيمت مراسم استقبال رسمية تضمنت تبادل التحيات والوعود بتكثيف أواصر التعاون بين البلدين، ‏وتعد حدثاً دبلوماسياً مهماً يحمل في طياته الآمال بتجديد وتعزيز العلاقات الثنائية وسبل التعاون ‏المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.‏
وجاءت هذه الزيارة التي هي المحطة السابعة عربياً للرئيس الشرع في إطار خطة استراتيجية هدفها فتح ‏فصل جديد من الحوار السياسي والاقتصادي بين سوريا والكويت، إذ تُطرح كخطوة مهمة لتجاوز ‏العقبات التي مرت بها المنطقة خلال السنوات الماضية.

– أهداف الزيارة

تعزيز التعاون في مجالات عدة منها:

– التعاون الاقتصادي والاستثماري:‏

تبحث دمشق عن دعم كويتي في ملف إعادة الإعمار، إذ يسعى الطرفان إلى توقيع اتفاقيات جديدة يمكن ‏أن تسهم في ضخ الاستثمارات وتعزيز جهود إعادة الإعمار. والكويت، بوصفها دولة ذات تأثير اقتصادي ‏ودبلوماسي، يمكن أن تكون شريكاً محتملاً في مشاريع ‏إنسانية أو تنموية، ‏يأتي ذلك في وقت يشهد فيه ‏الاقتصاد السوري تحديات كبيرة، ما يجعل دعم الكويت للمشروعات التنموية خطوة محورية في تعزيز ‏النمو الاقتصادي في المنطقة.‏ كما إنه من الممكن مناقشة ملفات التعاون المشترك، مثل الطاقة والاستثمارات، رغم التحديات الكبيرة ‏بسبب ‏العقوبات الغربية.‏

– تطوير العلاقات الدبلوماسية والسياسية:‏

تكتسب هذه الزيارة أهمية سياسية كبيرة، خاصة في ظل التحولات الإقليمية ‏والدولية التي تشهدها ‏المنطقة، وهذه الزيارة ليست مجرد حدث بروتوكولي، بل تحمل دلالات عميقة ‏على عدة مستويات منها ‏استعادة الثقة وتعميق الحوار الثنائي، سواء على المستوى السياسي أو الإقليمي، بما ينعكس إيجاباً على ‏مسار الاستقرار في الشرق الأوسط.‏

– التنسيق الإقليمي: ‏

تُعد الزيارة أيضاً منصة لبحث ملفات إقليمية مشتركة، وأخرى شائكة، في إطار السعي لإيجاد ‏حلول توافقية تعزز من أطر التعاون العربي والدولي.‏

 

– التأثيرات والآفاق المستقبلية

يمكن أن تترتب على هذه الزيارة وآفاق الاتفاقيات المستقبلية تأثيرات إيجابية على المشهد الإقليمي، ‏حيث:‏

تعزيز التكامل الاقتصادي: ‏

هذه الزيارة يمكن أن تفتح المجال لتوقيع المزيد من الاتفاقيات التي ستشكل نقطة انطلاق لعصر جديد من ‏التعاون العربي، ما يتيح للمجتمعات في دول المنطقة فرصة للارتقاء بحياتها الاقتصادية والاجتماعية ‏في ظل مناخ سياسي أكثر استقراراً، وهذه الاتفاقيات ستزيد من تبادل السلع والخدمات بين سوريا ‏والكويت، ما سينعكس إيجاباً على اقتصادات الدول المجاورة ويحفز حركة الاستثمار في مشاريع البنية ‏التحتية والطاقة.‏
تحفيز مسارات إعادة الإعمار:‏
دعم الكويت لسوريا في مراحل إعادة الإعمار قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات التكنولوجيا ‏والاتصالات، ما يعزز من قوة السوق الاقتصادية السورية ويشجع المستثمرين الإقليميين والدوليين على ‏التدخل في هذا الملف الحيوي.‏

ترسيخ الحوار السياسي:

إن إنعاش العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يسهم في خلق مناخ ملائم للتباحث ‏حول القضايا الإقليمية الحساسة، ما يمكن من تشكيل ركيزة أساسية لاستقرار الأوضاع السياسية في ‏الشرق الأوسط.‏

ختاماً.. تمثل زيارة الرئيس الشرع إلى الكويت خطوة استراتيجية في مسيرة إعادة بناء جسور التواصل ‏بين الدول العربية، فهي ليست مجرد زيارة رسمية عابرة، بل هي انعكاس لحاجة كل من سوريا والكويت ‏إلى تعزيز أواصر التعاون وتحقيق رؤية مشتركة للنهوض بالاقتصاد والدبلوماسية في المنطقة. إن مثل ‏هذه المبادرات تدعو إلى تفاؤل بمستقبل يعم فيه الأمن والاستقرار، ويعزز من فرص الحوار البناء الذي ‏من شأنه أن يحقق المزيد من التقدم والازدهار الإقليمي.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار