عدّة قرى في مجال بيت الوادي بحماة عطشى.. وهذه هي الأسباب

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

لعل الصورة التي ذكرني بها “الفيس” هي من دفعني لكتابة هذا الموضوع، حيث توضح الصورة المرفقة حجم غزارة نهري الساروت وأقنية الري في سهل الغاب من نهر العاصي.
وبمقارنة واقع النهرين اليوم مع مثيلهما من العام الماضي، نلاحظ الفارق الكبير والواضح، أي شح المياه وقلّة الأمطار هذا العام مقارنة مع العام الماضي. الأمر الذي ستكون له تداعيات كبيرة صيفاً فيما يتعلق بمياه الشرب العذبة ومياه الآبار عند سقاية المحاصيل الزراعية.
ففي مجال مياه الشرب، تشكو عدة قرى في مجال بيت الوادي القريبة والمتاخمة لوادي العيون من عطش طيلة فصل الصيف مثل قرى” المرحة والبريزة وقصية والطمارقية” وغيرهما، وحتى الآن، رغم كل محاولات وحدة مياه مصياف، وفقاً لحديث المواطن تركي شاهين من قرية المرحة، مازال الأهالي يشترون المياه من باعتها بالصهاريج.

أزمة العطش
لخص أزمة العطش هذه مدير وحدة مياه مصياف المهندس عيسى يوسف، بأن سببها غياب الطاقة الكهربائية في أكثر الأحيان، والتعدي على التجهيزات الكهربائية في مختلف الآبار وسرقتها.
مضيفاً في قضية تلك البلدات التابعة لبيت الوادي: لقد حاولنا وطلبنا من الأهالي مرات عدة أن يتعاونوا معنا ومع بعضهم  بعضاً من خلال شراء المحروقات، فَدفع مبلغ لايتعدى الخمسة آلاف ليرة خير من دفع  ٦٠ ألف ليرة ثمن صهريج المياه، لكنهم لم يستجيبوا.
وزاد المهندس يوسف: في كل الأحوال نقوم اليوم بتوفير المحروقات لهذا التجمع السكاني، ونبذل كل جهودنا  في هذا المجال، خاتماً حديثة بما تعرضت له التجهيزات الفنية من سطوٍ واعتداءات وتخريب، ليس هناك فحسب، وإنما في العديد من المواقع، الأمر الذي أربكنا وجعل الأمور أشد تعقيداً. انتهى كلام مدير وحدة مياه مصياف.
وبالعودة إلى الواقع المائي اليوم وكميات الأمطار التي هطلت وواقع الأنهار والسدود، نلاحظ الفارق الكبير بين ماهي عليه اليوم و مايقابلها لنفس الفترة من العام الماضي، فحتى اليوم لم تجرِ المياه في نهر الساروت في مجال محافظة حماة، وهو الذي يغذي سد محردة والسد القريب من مدينة محردة، فلا مياه به ولا بالسد. في حين لا تتعدى كميات المياه المخزنة في سد محردة المطل على محطتها الحرارية عن الـ/ ٩ / ملايين متر مكعب، في حين تبلغ كميات سد الرستن ٥٤ مليوناً، مقابل أكثر من ضعفي هذا الحجم ونيف في العام الماضي. من هنا  نرى كم تقسو الطبيعة  والمتغيرات المناخية على مواردها.
قلّة الهطولات المطرية هذه، ستتوضح تفاصيلها أكثر خلال فصل الصيف عند بدء سقاية المحاصيل الزراعية، حيث سيتم الإجهاد على الآبار  لضخ المياه وسحبها من المخازين الجوفية، ما سيؤدي إلى انخفاضٍ كبير وملحوظ في المستوى المائي في هذه الآبار.
هذا ما يتعلق بمياه المحاصيل الزراعية، وواقع الحال قد لا يكون أفضل بالنسبة لآبار مياه الشرب. من هنا نرى أهمية عقلنتها والحرص كل الحرص على عدم هدرها والعبث بها، وهذا ما تؤكد عليه وحدة مياه مصياف، مطالبة بضروة تركيب فواشات للخزانات المائية.
في النهاية، نشير إلى أن المعدلات المطرية حتى يومنا هذا لم تصل إلى ثلث مايقابلها من العام المنصرم، ونحن نشهد الأسبوع الأخير من شهر شباط.
فهل نشهد صيفاً من دون ازمة عطش؟ نأمل ذلك.

Leave a Comment
آخر الأخبار