الحرية- ميسون شباني:
البحث عن المتعة و المواضيع القريبة من يومياتنا هاجس لدى بعض المشتغلين في الدراما التلفزيونية فكيف إذا كان ممزوجاً بجرعة من التشويق والإثارة.. ويعدّ التشويق والترقب من أهم الميزات التي تجعل الدراما البوليسية ناجحة لكونها تعتمد عليه في سرد الأحداث، فيما تبنى القصص البوليسية حول سلسلة من الأحداث الغامضة، حيث يتم الكشف عن الأدلة تدريجياً لجعل المشاهدين في حالة دائمة من الترقب والتوتر عبر استخدام أساليب سرد مختلفة مثل الاسترجاع الزمني والتلميحات وهو ما يعمق الشعور بالتشويق ويجعل المشاهدين يتساءلون باستمرار عن الخطوة التالية.
ويدخل مسلسل (كيان) ببنائه الحكائي الجديد عوالم الدراما الاجتماعية البوليسية وينسج قصصاً من الواقع بأسلوب فني رفيع يصوغه بصرياً المخرج رشاد كوكش، وأكد أنّ هذا النوع من الدراما يمتلك عنصراً مهماً من عناصر جذب المشاهدين الى الشاشة، وهو عنصر التشويق ولاسيما أنّ لهذا النوع من الدراما مواصفاته الخاصة في أسلوبه ومضمونه، ومسلسل( كيان) ينتمي في حكاياه للمزاج البوليسي ويضيف كوكش أن العمل مكون من ثلاث عشاريات من تأليف زين جبور وصفاء عيدي، حيث قام بمعالجة النص درامياً على أن يكون جاهزاً للعرض لموسم رمضان ٢٠٢٦ وهو من أول إنتاجات شركة الرز للإنتاج بالتوزيع الفني.
كما أشار المخرج كوكش إلى أنه عبر كل عشارية ستطرح قضية اجتماعية بأسلوب بوليسي، فمثلًا العشارية الأولى تحكي قصة فتاة عاشت حياة صعبة بسبب والد مدمن على لعب القمار وأم تركت البيت لتركض وراء حلمها بأن تصبح راقصة مشهورة فتتحول إلى مجرمة قاتلة لكنها في النهاية تقع في قبضة العدالة، والعمل يؤكد أن العدالة فوق الجميع ولا توجد جريمة كاملة ..
وعن بناء الشخصيات التي ستكون ضمن الخط الدرامي وخلفياتها الفنية يجيب كوكش بأن معظم الشخصيات المحورية، سواء كانت من المحققين أو المجرمين، غالباً ما تكون ذات خلفيات مثيرة وتاريخ مليء بالأسرار. إن بناء هذه الشخصيات بطريقة تجعل المشاهدين يشعرون بالتعاطف أو ربما النفور وهو ما يخلق نوعاً من الارتباط العاطفي، و يجعل الجمهور يتوق إلى معرفة المزيد عن دوافعهم وأفكارهم وهذا ما سيتم استدراكه عبر خطوط العمل وتفاعل أحداثه.
وعن اختيار أماكن التصوير شدد كوكش أنه سيتم الخيار وفقاً للنص المكتوب ولفت إلى أنّ البيئة المحيطة في الدراما البوليسية تلعب دوراً كبيراً في خلق الأجواء وتعزيز الغموض. لأن ذلك يجعلها تضفي طابعاً واقعياً على القصة، ويجعل المشاهد يشعر بأنه يعيش في هذا العالم المليء بالأسرار، لذلك يجب اختيار الأماكن بعناية، واستخدام الإضاءة والظلال بطريقة ذكية،لأن ذلك كله يسهم في خدمة الإخراج البصري ويرفع مستوى العمل.
ويؤكد المخرج رشاد كوكش ميله للأعمال الاجتماعية والبوليسية خاصة إذا كانت قصته تلامس الواقع الاجتماعي المعيش، والذي سيكون صداه وتفاعل الجمهور معه أكثر من قصص وحكايا البيئة الشامية أو الأعمال التاريخية، وهذا ما يجب أن نركز عليه في الفترة الحالية.
الجدير بالذكر أنّ المخرج رشاد كوكش ينحدر من عائلة فنية عريقة فهو شقيق المخرج الكبير الراحل علاء الدين كوكش والكاتب الدرامي أسامة كوكش . وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وعضو بنقابة الفنانين وبالمسرح القومي بدمشق، حيث عمل ممثلاً ومخرجاً مساعداً في العديد من المسرحيات منها مسرحية (المهرج) و(مقام إبراهيم وصفية) و(لا تدفع الحساب) و(كلّ شيء في الحديقة). كما أخرج عدة مسلسلات مثل غفوة القلوب (2019) وحوازيق (2022) وبيت جدي (2008) والكرزون (2023).