عظامك مسؤوليتك.. كيف نحميها من الهشاشة واللين؟.. تشخيص دقيق وعلاج فعال

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – إلهام عثمان:
تحت شعار «قُل لا للعظام الهشة»، تسعى حملة اليوم العالمي لهشاشة العظام إلى إنهاء حالة السكون المحيطة بصحة العظام، من خلال دعوة الناس من جميع الأعمار إلى تقدير عظامهم وحمايتها.
الأخصائي في الطب العام حسام الصالح، أكد في حوار لـ “الحرية”، أن واحدة من كل ثلاث نساء، ورجلاً من كل خمسة رجال ممن تجاوزوا سن الخمسين، يعانون من كسور ناتجة عن هشاشة العظام. وأوضح أن ترقق العظام يؤدي إلى ضعفها وهشاشتها، بحيث تنكسر بسهولة نتيجة السقوط الطفيف أو النتوء أو العطس أو الحركة المفاجئة.
أشار الصالح إلى أن الكسور الناتجة عن هشاشة العظام قد تكون مهددة للحياة، وتشكل سبباً رئيسياً للألم والعجز طويل الأمد. كما أن ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية غنية بالكالسيوم وفيتامين “د” يساعدان على تقوية العظام.

سبل الوقاية

لفت الصالح إلى أن معالجة هشاشة العظام تتطلب التأكيد على تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين “د”، والانخراط في تمارين تحمل وزن الجسم مثل المشي وصعود السلالم وتدريب الأثقال، والتي تسهم جميعها في تقوية العظام. كما يُوصى باستخدام الأدوية عند معالجة المصابين بهشاشة العظام، ويقوم الأطباء أيضاً بتدبير الحالات وعوامل الخطر.
أوضح الصالح أنه من المصادر الغنية بفيتامين “د” الأسماك الزيتية مثل السلمون والسلمون المرقط والتونة والماكريل، كما يمكن إضافة فيتامين “د” إلى بعض الأطعمة مثل الحليب وحبوب الإفطار وعصير البرتقال، وتساعد أشعة الشمس الجسم على إنتاجه.

الفرق بين هشاشة ولين العظام

كما كشف الصالح أن هناك فرقاً واضحاً بين هشاشة العظام ولين العظام؛ فالهشاشة تؤدي إلى انخفاض كثافة العظام، مما يجعلها رقيقة ومعرضة للكسور حتى من إصابات بسيطة. أما لين العظام، فهو ناتج عن انخفاض في تعدين العظام بالكالسيوم، مما يقلل من صلابتها. وغالباً ما يكون السبب نقصاً في فيتامين “د” المسؤول عن امتصاص الكالسيوم في الجسم، وينبغي التنبيه إلى أن بعض المرضى قد يعانون من المرضين معاً.
وأوضح الصالح أن هشاشة العظام تُعد مرضاً صامتاً لا يشعر فيه المريض بالألم إلا عند حدوث الكسور، بينما يشكو المصاب بلين العظام من آلام في العظام والمفاصل، إضافة إلى الشعور بالضعف والإعياء العام.

أسباب الإصابة بهشاشة ولين العظام

وأضاف الصالح أن هشاشة العظام غالباً ما تنتج عن التقدم في السن، أو وجود أمراض مزمنة مثل أمراض الغدة الدرقية، أو تناول أدوية تحتوي على مادة الستيرويد. ويعتمد حدوث المرض على ذروة الكتلة العظمية التي تتأثر بالعوامل الوراثية، وممارسة الرياضة، والغذاء الصحي. أما لين العظام، فمن أهم مسبباته نقص فيتامين “د” الناتج عن عدم تناول الأطعمة الغنية به، مثل الأسماك الزيتية، أو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس.

التشخيص والعلاج

أوضح الصالح أن تشخيص هشاشة العظام يتم غالباً من خلال صورة شعاعية لقياس كثافة العظام في العمود الفقري والورك باستخدام جهاز DEXA (مقياس امتصاص أشعة إكس مزدوجة الطاقة)، أما تشخيص لين العظام، فيتم عبر فحوصات مخبرية تشمل تركيز فيتامين “د”، والكالسيوم، والفسفور، وإنزيم الفوسفاتاز القلوي في الدم.
أشار الصالح إلى أن علاج هشاشة العظام ولين العظام يعتمد على معرفة الأسباب المؤدية لهما والتعامل معها. وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج الهشاشة الهرمونات التعويضية، والأدوية التي تقلل من هدم العظام أو تحفز بنائها. كما يُوصى باستخدام فيتامين “د” والكالسيوم لعلاج لين العظام.

سبل الوقاية من المرضين

تكون الوقاية، بحسب الصالح، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة في مراحل تكوّن ذروة الكتلة العظمية، وتناول الغذاء الصحي الغني بالكالسيوم وفيتامين “د”، والتعرض الكافي لأشعة الشمس، واتباع قواعد السلامة العامة التي تقلل من احتمالية حدوث الإصابات العظمية.

Leave a Comment
آخر الأخبار