الحرية – لوريس عمران:
تعتبر العلاقة بين الزوج والزوجة واحدة من أكثر العلاقات تعقيداً وتأثيراً في حياة الأفراد، حيث تتداخل فيها مسؤوليات وأدوار متعددة تؤثر في تماسك الأسرة ونجاحها.
وقد أظهرت تجارب عديدة أن هناك مفاهيم قد تكون غامضة أو مغايرة لما يتوقعه الطرفان، خاصة فيما يتعلق بالأدوار التي يفترض أن يؤديها كل من الزوجين بعد إتمام الزواج.
الأسرة نواة المجتمع
فالعديد من النساء يتفاجأن بتغير مواقف أزواجهن بعد الزواج، حيث يطالب بعض الأزواج بنقل المرأة إلى دور تقليدي متمثل في إدارة المنزل ورعاية الأبناء فقط، متجاهلين رغباتهن في استكمال مسيرتهن التعليمية أو المهنية، هذا التغيير قد يؤدي إلى مشاحنات ومشاكل قد تصل أحياناً إلى الطلاق.
بعض النساء أكدن لـ”الحرية” أن أزواجهن وعدوهن في فترة الخطوبة بتوفير الدعم الكامل لمواصلة دراستهن أو العمل بعد الزواج، إلا أن الواقع جاء مختلفاً.
في المقابل هناك نماذج أخرى من الزيجات التي تُظهر توازناً أكبر في الأدوار وتعاوناً بين الزوجين.
من جانبها أكدت ريم التي تبلغ من العمر 44 عاماً أن زوجها كان داعماً لها في كل مجالات الحياة، فبحسب حديثها منذ اليوم الأول للزواج، قدم لها الدعم المالي والمعنوي في آن واحد، بل كان يتشارك معها في أعمال المنزل وتربية الأبناء، ما جعل حياتهم مليئة بالحب والتفاهم، وهو ما انعكس إيجاباً على تربية أبنائهم.
وفي السياق نفسه أكدت انتصار 31 عاماً وهي مدرسة، أن زوجها كان دائماً المثال الذي تحتذي به في الدور الزوجي والأبوي. وبفضل دعمه المستمر، استطاعت إتمام دراستها والحصول على الماجستير في علم الاجتماع، مشيرة إلى أن تربية الأبناء كانت مسؤولية مشتركة بينهما.
حين تتماسك الأسرة ينهض المجتمع..
بدوره بين الدكتور إبراهيم الحسن اختصاصي في علم الاجتماع، أن مهمة الزوج في بناء الأسرة قد تكون أكبر من مهمة الزوجة في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن الزوج الذي ينجح في استقطاب زوجته وإدخال السعادة إلى منزله يساهم بشكل كبير في ترسيخ أسس العلاقة الأسرية المتينة.
ويعتبر الحسن أن الأسرة المترابطة، المبنية على الحب والتفاهم، تساهم بشكل فعال في تربية أبناء مبدعين في حياتهم العملية والعلمية، وبالتالي في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
كما أكد الدكتور الحسن أن المجتمع بحاجة ماسة إلى أسرة متماسكة تكون حاضنة للقيم الإنسانية، مثل المحبة والاحترام المتبادل، مبنياً أن الدور الاجتماعي للأب في الأسرة لا يقل أهمية عن دور الأم، إذ يجب على الزوجين أن يتعاملا مع بعضهما بنضج ومسؤولية، بعيداً عن الأنانية أو أي مشاعر سلبية قد تؤثر على استقرار الأسرة.
في ختام حديثه، شدد الدكتور الحسن على ضرورة أن يدرك الشباب المقبلون على الزواج أهمية بناء أسرة متكاملة، إذ يتوجب على الرجل أن يتخلى عن أي نوع من الغيرة تجاه نجاح المرأة، وأن يبتعد عن إهمالها أو إهمال أبنائه، فالكلمات الطيبة والمواقف المشجعة من شريك الحياة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الثقة والاحترام المتبادل بين الزوجين.