الحرية – متابعة أمين الدريوسي:
أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم علبي، أن زيارة وفد مجلس الأمن إلى دمشق شكّلت محطة مهمة في مسار الانخراط الدولي الإيجابي الداعم لسوريا، معرباً عن تقدير بلاده العميق للمجلس على التفاعل البنّاء مع فكرة الزيارة والتعاون الوثيق مع السوريين لضمان نجاحها.
وقال علبي خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة للاستماع إلى إحاطة الوفد الزائر، إن الزيارة تمثل تتويجاً للانفتاح الدبلوماسي الذي تنتهجه سوريا الجديدة، مشيراً إلى أن أعضاء الوفد لمسوا منذ اللحظة الأولى آثار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية والدمار الذي خلّفته في وسط دمشق، إضافة إلى مشاهداتهم في حي جوبر الدمشقي وما يحمله من آثار الحرب.
وأوضح علبي أن الوفد شاهد إرادة السوريين الصلبة وعزمهم الذي لا يلين، ورأى الخطوات المهمة التي قطعتها البلاد في مختلف المسارات، حيث بات التحسن عنواناً يومياً يشمل الجوانب الاقتصادية والخدمية والاجتماعية.
وأشار إلى أن الزائرين اطّلعوا على الصعوبات الموروثة والجهود الحكومية المبذولة لمعالجتها بحكمة ورويّة، وعلى العمل المتواصل الذي يقوم به المسؤولون والهيئات الوطنية ولجان التحقيق لمواجهة التحديات وتجاوزها.
وأضاف علبي: “رغم أنكم قضيتم ساعات محدودة في دمشق، فإنني على ثقة بأنكم لمستم عمقها الحضاري.. فلكل حجر وزاوية فيها حكاية، وحكاية سوريا كتبها السوريون بدمائهم وعنفوانهم وكرامتهم”.
وأكد أن صوت المجتمع المدني السوري وصوت المرأة السورية بات مسموعاً في سوريا الجديدة، وأن بيانات دول مجلس الأمن خلال الجلسة أظهرت وحدة واضحة في دعم سوريا على طريق البناء والمضي نحو المستقبل.
سوريا الجديدة: انتقال سياسي، إصلاح أمني، وسيادة قانون
وأوضح علبي أن سوريا، مع لحظة تحرير دمشق، أعلنت طي صفحة الاستبداد والحفاظ على مؤسسات الدولة، والانطلاق نحو بناء دولة القانون وتحقيق التنمية والازدهار.
وبيّن أن العملية السياسية الوطنية انطلقت بقيادة سورية وبصورة مسؤولة ومنظمة، متجنّبة الفوضى، فيما شهد المسار الأمني إعادة هيكلة وزارة الداخلية بشكل عصري، وبدء العمل على تأسيس جيش احترافي وحصر السلاح بيد الدولة.
ولفت إلى أن جميع وزارات الدولة ومؤسساتها تعمل اليوم “كخلية نحل” للارتقاء بالوضع المعيشي والخدمي للسوريين، مؤكداً أن سوريا الجديدة لا تقوم على الإفلات من العقاب بل على سيادة القانون والمساءلة.
عودة اللاجئين ورفع العقوبات
وكشف علبي أن سوريا شهدت خلال العام الفائت عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ ومهجر إلى ديارهم، في مؤشر واضح على تحسن الأوضاع الأمنية واستعادة الثقة بالدولة.
وأشار إلى أن الدبلوماسية السورية وجهود السوريين والسوريات نجحت في طي صفحة العقوبات الأمريكية والأوروبية بشكل نهائي وإلى غير رجعة.
مكافحة المخدرات والإرهاب
وفي إطار التزام سوريا بالأمن الإقليمي والدولي، أكد علبي أن بلاده وضعت حداً لآفة المخدرات التي نشرها النظام البائد في المنطقة، وعملت على تفكيك شبكات التهريب بالتعاون مع دول الجوار.
كما شدد على أن سوريا انضمت إلى التحالف الدولي ضد “داعش” وأوفت بالتزاماتها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكداً أنها لن تكون مصدر تهديد لأي دولة.
إسرائيل تزعزع الاستقرار وتواصل انتهاك القانون الدولي
وقال علبي إن الحكومة السورية والمجتمع الدولي يسعيان لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، بينما تعمل “إسرائيل” على زعزعة هذا الاستقرار عبر اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية.
وأضاف أن سوريا تلتزم باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، في حين لا تتوقف “إسرائيل” عن انتهاكه، مؤكداً أن تل أبيب تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.