الحرية_ ميسون شباني:
وقفة احتجاجية نظمها ناشطون وسينمائيون يوم أمس الجمعة أمام مبنى سينما الكندي التاريخية، التي تضم بين رفوفها مكتبة أفلام تحوي مئات الأشرطة من نوادر السينما السورية والعالمية (سينماتيك).
وجاءت هذه الوقفة بعد موجة غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي رفضاًٰ لقرار إغلاق سينما الكندي بدمشق، وتحويله إلى مركز ثقافي بعد أن كان لسنوات طويلة متنفساً لمحبي السينما في سوريا.
ورفع المحتجون لافتات طالبوا المعنيين فيها بالتراجع عن القرار ومنعه، خوفاً من التضييق المعلن الذي يمارس على الحياة الثقافية من وجهة نظرهم، معتبرين أن تحويل السينما إلى مركز ثقافي يمحو جزءاً من ملامح دمشق الثقافية ويهدد المساحات العامة للفن.
تعالي الأصوات الغاضبة دفعت بمدير عام المؤسسة العامة للسينما الفنان جهاد عبده لإصدار بيان له جاء فيه:
“بصفتي مديراً للمؤسسة العامة للسينما، وبصفتي فناناً ترعرع منذ نعومة أظافره على مقاعد صالة سينما الكندي وشغف الشاشة الكبيرة، تلقيت ببالغ الدهشة والاستغراب القرار المنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعلق بإخلاء صالة سينما الكندي.
وأضاف: “منذ انتشار الكتاب، وأنا أسعى شخصياً للتواصل مع وزارة الأوقاف للتحقق من صحة ما ورد فيه، وخاصة أن وزارة الثقافة لم تُذكر في نص القرار، ولم يتم إخطار مؤسسة السينما وقد اجتمعت اليوم السبت ١٢ تموز مع معالي وزير الثقافة وناقشنا الأمر وسعيد جداً بأن انقل لكم التعاون الشديد والدعم الذي قام به السيد الوزير للإبقاء على سينما الكندي.
وبين أن هناك جهوداً بناءة ما زالت جارية لفهم حيثيات القرار.
وأشار عبده في بيانه بخصوص رؤيته المستقبلية للسينما السورية قائلاً: أود أن أطمئنكم بأن خطتي متماسكة وواضحة،
مزيداً من دور السينما، مزيداً من الإنتاج السينمائي، كماً ونوعاً، لا العكس!
سنوافيكم بنتائج عملنا وتطورات الموضوع أولاً بأول، على أمل أن نلقى تعاوناً مسؤولاً من وزارة الأوقاف بهدف الحفاظ على إرث السينما السورية، وإيجاد حل سريع يليق بتاريخ هذه الصالة ومكانتها في ذاكرة أجيال من السوريين.
وكانت وزارة الأوقاف السورية قد أعلنت مؤخراً عبر مديريتها في دمشق، فسخ عقد الإيجار مع ورثة محمد عارف الخيمي وشركاه، مقابل بدل سنوي يبلغ 30 دولاراً لمساحة تتجاوز 700 متر مربع، وجاء في بيانها أنها تعتزم تحويل العقار إلى مركز ثقافي يشعّ منه نور المعرفة والعلم على شباب سوريا، مطالبة المستأجرين بإخلاء المكان خلال أسبوع.
ويتربع مبنى سينما الكندي وسط دمشق، بالقرب من مقهى الهافانا الشهير ومحطة الحجاز الأثرية وسوق الحلبوني للكتب، وبجوار دور سينما أخرى.
وأعلن عن تأسيسها في ستينيات القرن الماضي، وكانت شاهدة على ولادة السينما السورية وانطلاقتها فيما بعد، وكانت محجاٰ للمثقفين نتيجة مكانها الاستراتيجي.