الحرية- وداد محفوض:
يحافظ فرن عمورة في طرطوس القديمة على صورته التراثية، باعتباره أقدم الأفران القديمة، التي تعمل على الحطب منذ 300 عام، وما زال إلى الآن يستعمل أدواته التقليدية في صناعة رغيف الخبز.
حسين عمورة صاحب الفرن في حديث لصحيفة “الحرية” ذكر أن رخصة هذا الفرن تعد أقدم رخصة في سوريا، فهي تعود إلى عام /1947/، وقد ورثه عن أبيه وأبيه عن جده و هكذا، موضحاً أنه لم يغيّر في تفاصيل الفرن وملاحمه التراثية ليبقى له النكهة التي تميزه.
وأكد عمورة أن ما يميز خبز فرنه النكهة الخاصة الٱتية من نوع الحطب المستخدم في الفرن، فهو ينتقي أنواعاً معينة من الحطب يجمعها من الغابات القريبة، گ(لبطم والسنديان والغار والريحان والزيتون)، وأثناء حرقها تنبعث الزيوت العطرية، والتي تضفي على الخبز نكهة مميزة وخاصة.
ويرفض المعلم حسين تحويل فرنه للعمل على الكهرباء أو الغاز، حفاظاً على خصوصيته وهويته لأنه بات معلماً أثرياً في مدينة طرطوس القديمة، ومقصداً لأبناء المدينة وللسائحين من سوريا، وكل مغترب أو زائر، وتحديثه سيفقده قيمته التاريخية وهويته الأثرية.
أبناء طرطوس القديمة وكل أحياء مدينة طرطوس يعتبرون فرن عمورة فرنهم الخاص يقصدونه من الصباح الباكر ليشتروا الخبز والفطائر المحشوة بحشوات خاصة ولذيذة كفطيرة الزعتر، الجبنة والسماق والسمسم، وتحرص العائلات في طرطوس على شواء وجباتهم الغذائية اليومية في الفرن وخاصة السمكة الحرة وصواني الكبّة والفطائر، كما يزداد الطلب على الشواء في أيام رمضان المبارك والأعياد لشواء الحلويات لتخرج بمذاق خاص ولذيذ.