عندما يدور الحجر.. حكاية تطور أدوات الطحن الأثرية في متحف درعا الوطني

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – وليد الزعبي:

تطورت أدوات الطحن الحجرية المنحوتة بعناية في العصور القديمة تباعاً، وذلك تلبيةً للاحتياج المتزايد لطحن الحبوب والحصول على الدقيق اللازم لصناعة الخبز.

وأوضح رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله لصحيفتنا الحرية، أن تاريخ الطاحونة يرتبط بتاريخ صناعة الخبز، فالقمح والشعير والذرة وغيرها من الحبوب كان لابد من طحنها لصناعة الخبز، ولذلك عرف الإنسان الطحن منذ فجر التاريخ، وقام بصنع الأدوات اللازمة لذلك، حيث تنوعت في العصور القديمة ما بين المدقة والجرن والرحى بأحجام مختلفة ثم طواحين الماء.

وأضاف رئيس الدائرة أن تطور أدوات الطحن وتكبير حجومها، يأتي لتلبية توسع نطاق الاحتياج، علماً أن جميعها مصنوع من الحجر البازلتي الأسود الذي تشتهر به حوران، حيث تم نحتها بعناية وبأشكال مناسبة لعملية سحق الحبوب.

وفصل أمين متحف درعا الوطني وائل كيوان آلية عمل أدوات الطحن وتطورها، حيث ذكر لصحيفتنا الحرية أن البداية كانت من الأداة البسيطة التي تسمى المدقة أو الهاون، ثم ظهرت الأداة الدوارة المسماة بالرحى، وهي قطعتان حجريتان دائريتان يتم تحريك القطعة العلوية فوق السفلية الثابتة بوساطة قطعة خشبية بعد وضع الحبوب بينهما، ثم تطورت أداة الطحن لتصبح هرمية مكونة من قطعتين، أحدهما ثابتة والأخرى متحركة يتم تدويرها حول الأولى بعد إدخال الحبوب من فتحة موجودة في الأعلى، لتجري بين القطعتين ويتم طحنها مع الحركة التي يقوم بها شخصان، ثم جرى تكبير أداة الطحن هذه لحجم أكبر ونظراً لثقل القطعة الحجرية المتحركة، أصبح يعتمد في تدويرها على قوة الحيوانات، وهناك ما كان يتم تدويرها بقوة اندفاع الماء من المجاري الطبيعية.

ولفت أمين المتحف إلى أن هذه الطواحين أخذت أشكالاً وأحجاماً مختلفة، حيث تم تصميمها حسب الحاجة لتغطية الكميات المراد طحنها، وأصبحت تسمى التي تعمل بقوة الماء بطواحين الماء، والتي يتواجد منها الكثير في محافظة درعا، وخاصة في الريف الغربي الذي كانت تكثر فيها المسيلات المائية الطبيعية وخاصة على سفح وادي اليرموك.

وأشار إلى أن القطع البدائية مثل المدقة أو الهاون الحجريان اللذين كانا شائعين في المنازل القديمة، لا يزال بعض الناس يستخدمونه إلى يومنا هذا في سحق وطحن الحبوب.

تجدر الإشارة إلى أنه من المرجح أن عملية جرش الحبوب بدأت في المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، والشاهد على ذلك أدوات الطحن المكتشفة في موقع الميسري في محافظة درعا.

Leave a Comment
آخر الأخبار