عودة الشريك وعودة إلى الشريك.. سوريا وأوروبا وسفر شغف سوق راقية بمضمار إنتاج سخي

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

كتب ناظم عيد- رئيس التحرير:

عادت المياه العذبة إلى مجاريها الطبيعية، في مسارات العلاقات الذاهبة والراجعة مابين سوريا والاتحاد الأوروبي.. وبمفردات اقتصادية نقول: السوق الأوروبية المشتركة بما أن أوروبا ذات مجال سياسي واقتصادي واحد، وبما يلي ذلك ومن مسارات كثيرة ومتعددة.

وإن كان ثمة من يستفسر عن أهمية رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا، فيمكن اختصار الإجابة بجملة مفيدة جداً وهي “أن ٣٠ ٪ من العلاقات التجارية لسوريا ما قبل الثورة كانت مع المجموعة الأوروبيّة”.. وقبلها بسنوات قليلة وصلت العلاقة إلى التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة السورية- الأوروبية، إلا أن الموضوع توقف عند تفاصيل غير واضحة، ليبدأ العد النازل والانهيار في العلاقات مع بداية الحراك الثوري في سوريا.

والآن ورغم أننا لن نجتهد بكلمات إنشائية في توصيف حدث قرار رفع العقوبات، إلا أن ثمة ما يملي الوقوف مطولاً عند محاولة استشراف الأفق الجديد في العلاقة مع “الفضاء الأوروبي”، فالمعطيات التي سقناها أعلاه تتكفل بأن تبقي  كل رؤية متفائلة من قبلنا غاية في الموضوعية، من فك احتباس الأصول النقدية المجمّدة للبنك المركزي السوري -على السلطة النقدية أن تعلن الرقم بدقة- وهي بالتأكيد مهما بلغت من حدود كبيرة أو صغيرة.. لن تكون قليلة قياساً بإلحاح الحاجة هنا إلى استثمار والاستفادة من كل ما لسورية من موارد حيّة أو مجمدة إن في الداخل أو الخارج.

لقطاع الطاقة حكايته.. وستكون له حصته من الانفراجات الجديدة، خصوصاً لجهة توريد المعدات والتكنولوجيا الطاقيّة، وإن لم يكن لدى الأوروبي نفط وغاز.. فلديه تكنولوجيا وتقانة ستفتح أمام السوريين أبواب ردم الفجوة الكبيرة في هذا المجال، وكلنا يعلم كم يمكن أن تقدم الخبرات الأوروبية لسوريا في هذا المجال الحيوي.

ولقطاع التجارة الخارجيّة السوري بواباته الخاصة مع الأوروبيين.. فالأوروبيون زبائن لهم شغفهم بالسلع والبضائع السورية عبر التاريخ… لأن سوريا بلد الميزات النسبيّة والقيم الدسمة على مستوى الصناعة التحويلية ولا سيما الغذائية منها…ولدى الأوروبيين شغف قديم بالمنتج الزراعي السوري، ونذكر أنهم خلال فترات المفاوضات لبلورة اتفاق الشراكة مع سوريا، أعربوا عن استعدادهم لاستقبال ماتشاء سوريا تصديره إلى السوق الأوروبيّة من بعض الأصناف الزراعية وبتعرفة جمركية صفرية.. لإدراكهم ما في هذه البلاد من منتجات ذات ميزات منافسة يتوقون إليها، لقيمتها العالية والسلامة استهلاكها، ونعلم جميعاً كم يهتم الأوروبيون بسلامة الغذاء.

ستكون أمام الصادرات السورية أبواب واسعة جديدة مشرعة وآفاق ستتوالى تباعاً.

أما عن قطاع النقل الجوي وتبادل رحلات الطيران، فهذا يعني أنه سيتم وصل شريان دفّاق بكل ما من شأنه تعزيز العلاقة مع هذا الشطر الراقي من العالم..

نحن على موعد مع صفحة جديدة من العلاقات مع هذا العالم، تحتًم علينا كسوريين جميعاً شحذ الهمم و تحويل بلدنا إلى ورشة عمل لا تهدأ، لاستدراك سنوات طويلة من الجمود والترهل الذي وصل حد الانهيار.
اليوم سنبدأ وغداً سيكون شأن آخر بكل تأكيد..

Leave a Comment
آخر الأخبار