عيد الأم.. حديث الروح عن الروح

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – فردوس دياب:

كعادتها دائماً، تخذلنا الحروف، عندما نحاول طامحين أن نستجمع مشاعرنا وعواطفنا لنكتب عن الأم، وما أدراكم ما هي الأم، إنها نبض الروح وصهيل الجسد الذي لم يستطع أن يروضه أحد إلّا حضن أمي.

فها هي الكلمات تعود مرة جديدة مثقلةً بخيباتها، لأنها لم تستطع أن تعبّر يوماً عن لحظة انتظار الأم على أرصفة الوله والوجع، وقد أغرقت روحها بالدموع التي ما برحتها منذ أن عشش الحزن أعماق جرحها.

عطاء لا ينضب

السيدة منى أحمد ، قالت: لا يمكن لأي كلمة أن تعبر عن الأم، منبع العطاء والحنان الذي لاينضب، والإنسان الوحيد الذي نبقى أمامه أطفالاً مهما كبرنا.
وأكدت أحمد أن أكبر هدية نقدمها لأمهاتنا هي التواصل معهن بشكل دائم مهما كانت مشاغلنا وهمومنا كثيرة وكبيرة، فهن البركة والخير كله.

أما سلمى الخطيب ومرح حسن وزبيدة حامد فقد أكدن أن فضل الأم لا يكافئه أي فضل وأي عمل، لأن تضحياتها في سبيل أبنائها لا تقدر بثمن، وهذا ما يوجب علينا كأبناء مقابلة الوفاء بالوفاء، وألا يقتصر ذلك على يوم واحد، فقيمنا وأخلاقنا تدعونا إلى الاهتمام بها ورعايتها كل يوم طوال أيام السنة، ولاسيما في هذا الشهر الفضيل الذي يتوجب علينا فيه أن نصل أرحامنا وخاصة أمهاتنا وآباءنا.

ديون لا يمكن سدادها

بدورها المرشدة النفسية لبنى حميد قالت: إنّ بعض الديون لا يمكن سدادها مهما حاولنا، لأنها في الأصل لم تكن مجرد ديون تنتظر ردها ببريد الواجب أو المنة، أو بباقات من التعابير المنمقة والملونة، بل هي أكثر وأكبر من ذلك بكثير، هي عطاءات الروح والقلب والجسد، التي لا يمكن ردها أبداً، مهما اجتهدنا في ذلك وحاولنا.

فرصة مناسبة

وأوضحت حميد أن عيد الام فرصة مناسبة للتعبير عن الامتنان لهذا القلب الذي لا يعرف إلّا العطاء حتى في هذه الظروف الصعبة التي نعانيها جميعاً حيث الجفاء بات سمة طبيعيه للأبناء بسبب انشغالهم وأعمالهم وهمومهم، لكن هذا لا يبرر لهم مطلقاً هذا الجفاء، وأضافت: هذا اليوم الذي يعدّه البعض كافياً للتواصل مع الأم لا يبرر جفاءها طوال أيام السنة ، بل يجب أن يكون بر الوالدين طوال أيام السنة، مهما كان الأبناء مشغولين، فيجب ألا يشغلهم شيء عن أمهاتهم.
وبينت المرشدة النفسية أن اجتماع الأبناء عند أمهاتهم بشكل متكرر من شأنه أن يرسم البسمة على وجوههن ويعيد الفرح المفقود لدى الكثير منهن.

ذراعا أمي

أختم بالقول: إنّ حديث الروح عن الروح، لا ينتهي، حيث يصفعنا الخجل، وتحملنا الأمواج العاتية المتلاطمة لترمينا مجدداً على شطآن النسيان والهموم، والتيه الذي لا ينتهي، حيث نضيع في رحاب الكون الشاسع الذي لا حدود له سوى ذراعي أمي، وتغمرنا الظلمة، ولا قبس لنا ولا سراج، إلّا بريق عينيها المتلئلئة بالنور والدموع، نبرد ونتجمد، وما سوى أجفانها وأنفاسها تدفئ أرواحنا وأجسادنا.

Leave a Comment
آخر الأخبار