عيد الحرية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- عمران محفوض:

وجوه السوريين في هذه الأيام المباركة مكللة بالكثير من التفاؤل؛ والقليل من الحذر، تفاؤل بغد ملؤه اليقين بقدرة الحكومة الجديدة على تحسين أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بواقعهم المعيشي نحو الأفضل.. وحذر من المخططات المرسومة ضد سلمهم الأهلي؛ وتماسكهم المجتمعي؛ وعزمهم المعقود على مباشرة العمل من أجل بناء مستقبل مزدهر يليق بهم، وبأبنائهم؛ وبوطنهم العزيز؛ والغالي على قلوب جميع المواطنين داخل البلاد وخارجها.

وفي ظل تلك المشاعر المختلطة بين التفاؤل والحذر نرى الفرحة واضحة على محيا معظم السوريين، الذين يلهثون – رغم محدودية دخلهم الشهري ورواتب الموظفين المعدومة – ليل نهار لتأمين متطلبات عيد الفطر المبارك؛ لتكون هذه الفرحة واضحة المعالم على وجوه أطفالهم بعد أن افتقدوها طوال 14 سنة من الحرب إبان حكم النظام السابق، وما تخللها من ظلم وحرمان وقتل ودمار وتهجير داخلي من مناطق سكنهم إلى أخرى في البلاد، وخارجي إلى عدد من الدول المجاوره والبعيدة، طلباً للسلامة والأمان لهم ولأطفالهم.

في هذه الأيام المباركة علينا جميعاً المشاركة في صنع هذه الفرحة، وتعميمها لتشمل جميع السوريين بلا استثناء؛ صغاراً وكباراً، خاصة أن أيام العيد محطة تذكار؛ ومراجعة .. تذكار للعادات والتقاليد التي كرسها السوريون على مدى آلاف السنوات من المحبة والألفة والتعاون والتواصل والتراحم والعيش المشترك .. ومراجعة للأخطاء التي ارتكبوها بحق الأهل والجيران والأهم بحق الوطن، وصولاً إلى تصحيح المسار والمضي قدماً في تعزيز مبدأ التسامح كعنوان رئيسي وأساسي للمرحلة المقبلة، التي يجب أن تكون مرحلة للتعافي الاقتصادي وبناء المؤسسات وإعادة الإعمار.

ما يميّز عيد الفطر هذا العام أنه ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو لحظة استثنائية للكثير من العائلات السورية، التي فرّقتها الحرب وجمعتها الأيام أخيراً، حيث عادت لمّة العيد من جديد، بعد سنوات من الغياب، والبيوت التي كانت موحشة بصمتها، امتلأت باجتماع الأهل  وضحكات الأحباب وأصوات الأطفال، والشوارع، التي كانت شبه فارغة من السيارات والمارة، بدأت تنبض بالحياة مجدداً، والأسواق المزدحمة اليوم بالمتسوقين والبائعين تعيد للأذهان مشهداً افتقدته البلاد طويلاً؛ فالأطفال يختارون ملابس العيد، والباعة ينادون على بضائعهم، والفرح يتسلل إلى داخل الجميع رغم الأعباء الاقتصادية، التي لا تزال تثقل كاهل السوريين.
باختصار؛ انه العيد الأول في وطن يتحسس طريقه نحو الحرية، وعيد الحرية دائماً ما يكون أجمل عندما يسطع نوره بعد إزاحة كتلة الغيوم التي حاولت أن تحجب وهج الشمس .

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار