الحرية- يسرى المصري:
كسرنا القيد بفضل الله وحُرر المعذبون ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان فكان النصر العظيم .. يحتفل السوريون بعيد الفطر السعيد بنفس جديد وبنكهة النصر والتحرير، الاحتفالات خرجت عن المألوف فلم تعد تقتصر على المعايدات في البيوت وإنما توسعت وباتت الساحات الرئيسة تشهد تجمعاتٍ حاشدة تحتفل بالنصر والحرية .
يهتف المحتفلون .. ارفع راسك فوق أنت سوري حرّ .. ويتبادلون التهاني بعبارات غير متوقعة ..عيد فطر سعيد لا مكان فيه للأفرع الأمنية..عيد فطر سعيد من دون خيمة حزب البعث التي وقعت ..عيد فطر سعيد من دون خوف ..
نهنئ شعبنا العظيم في سوريا بحلول أول عيد بعد تحرير وطننا الحبيب. نعيش فرحة العيد، وفرحة انتصار إرادة الشعب على الظلم والاستبداد.
نسأل الله أن يعيده علينا بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن تبقى سوريا عزيزة شامخة بأهلها الأوفياء.
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.
عيد النصر والتحرير
العيد في سوريا..عيدان؛ التهاني والتبريكات بالفطر وعيد النصر ..ومازالت الساحات شاهدة على أيام سجلت تاريخاً جديداً وحياة جديدة انطلقت بتاريخ 8 /كانون الأول 2024، لتنتهي بذلك 61 سنة من حكم حزب البعث ، منها 53 سنة من نظام عائلة الأسد البائد .
نهنئ شعبنا السوري العظيم بانتصار ثورته المباركة
نجحت الإدارة الجديدة خلال الأشهر القليلة في رسم معالم سياسة خارجية جديدة، وتقديم خطاب متوازن ومرغوب أيضاً من قبل الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، وتسيير الخدمات، وبسط الأمن، واليوم بدأ السوريون بتلمس التغيرات الحديدة متفائلين بما تحمله الأيام من تحسن بالخدمات وتحسين الظروف المعيشية واستتباب الأمن والأمان وإعادة إعمار البلاد وتحقيق الأمن الأهلي وتعزيز وحدة السوريين.
طقوس العيد بعد التحرير
يستهل الكبار العيد بزيارة قبور أحبائهم في ساعات الصباح الباكر عقب أداء صلاة العيد، قبل زيارة أقاربهم، وتعد زيارة القبور تقليداً معروفاً،
هذا العيد أم عبد الرؤوف جاءت من تركيا لقضاء العيد في مدينتها، مثل كثير من السوريين، تقول “جئت لأزور قبر ابني، قضينا 17 ساعة في الطريق لنزور قبره، وقبر طفلته التي استشهدت معه في حين لم نكن موجودين عند الدفن.. بقيت في المقبرة حتى الظهر. وضعت الريحان وقرأت القرآن، ثم عدت”. أما أم زاهر، وهي سورية مهجّرة من داريا، فتقول “حرمنا حتى من زيارة قبور أحبتنا، قبل التهجير زرت قبر ابني وكنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أزوره فيها، حين رأيت الناس يحملون الريحان ويذهبون إلى المقابر اعتصر قلبي حزناً، لم أكن أتخيل أني سأشتهي زيارة مقبرة في حياتي حتى أودعوا جثة ولدي فيها، ثم هجّرونا من المكان”.
الظروف المعيشية الصعبة
رغم الظروف المادية الصعبة التي تضغط على المواطنين وتحد من قدرتهم على استقبال العيد كما يتمنون هم وأسرهم إلّا أنّ المنحة التي تمَّ صرفها قبل العيد ساهمت بشكل كبير في تخفيف العبء عن المواطنين وحرّكت الأسواق الراكدة وساعدت الأسر في إعداد بعض الحلويات وتقديمها للضيافة أضف إلى ذلك بلاغ رئاسة مجلس الوزراء بتعطيل الجهات العامة بمناسبة عيد الفطر من الأحد ولغاية الخميس ما أدخل السرور إلى قلوب الموظفين والعاملين..الأمر الذي يتيح الفرصة لكثير من العائلات السورية بالسفر إلى المحافظات وقضاء العيد برفقة الأهل والأصدقاء.
لكن !! يحتاج العيد إلى المال لتشتري الثياب والملابس الجديدة والحلويات والألعاب للأطفال وكذلك فإنّ تكلفة السفر تحتاج إلى ميزانية وحدها وفي ظل الغلاء وارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل تخرج الكثير من العائلات عن العادات والتقاليد بسبب قلة المال.. صحيح أنها تفاصيل صغيرة لكنها تسعد الأطفال، الصغار والكبار..ويبقى من العيد فرحته لأنه عيد.
“العيدية”
سألت هيا (تسع سنوات) والدتها عن قيمة “العيدية” التي ستحصل عليها صباح يوم العيد فتقول أمها ما رأيك بألفي ليرة تضحك هيا أنها كافية لشراء كيس شيبس..وتهمس في أذن أمها إنه العيد، هل ستأخذوننا إلى الملاهي ونأكل البوظة معاً ؟..وقبل أن تغادر للعب تقول على الأقل عشرين ألف ليرة .. !
وماذا عن الأطفال المشردين وعن العائلات التي استشهد أبناؤها أو لديها مصابون وجرحى، أليست أحزانهم وجروحهم هي جرح وطن وحزن وطن، وتلامس قلوب الجميع ! أضف إلى ذلك العائلات التي لا تكاد تجد مأوى هل هؤلاء خارج أسوار العيد ؟! وماذا عن اللاجئين والمسافرين البعيدين عن وطنهم وأحبابهم وعائلاتهم ؟!
عيد الفطر..عيد النصر
بعد النصر والتحرير أصبح العيد بالنسبة للسوريين بمثابة فرصة للفرح والابتعاد عن الضغوط الحياتية والمشاكل الاجتماعية. يستمتعون بفرحة أطفالهم، ولقاء أحبتهم وأقاربهم وأصدقائهم والعودة إلى مدنهم وضيعهم واستقبال المهاجرين واللاجئين بعد سنوات طويلة من الفراق .
حيث إن ظروف الحرب والنظام البائد حرمت السوريين من طقوس العيد وأجوائه واحتفالاته.
وإلى ذلك، يسعى متطوعون إلى إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال من خلال توزيع بعض الألعاب عليهم. أيضاً، يصنعون ألعاباً بسيطة على غرار الأراجيح وغيرها، ليلعب الأطفال في أيام العيد.
في السياق نفسه، يوضّح مسؤول جمعية إنعاش الفقير أن هناك نشاطات “تهدف إلى إسعاد الأطفال ويشير إلى أنّ هذا العمل عادة ما يترافق مع نشاطات للمجالس المحلية، التي تسهم بدورها في وضع ألعاب وأراجيح في ساحات المدن والحدائق لتحقيق الهدف نفسه.
استعدادات..للمفاجآت
تستنفر بعض الجهات العامة بحسب عملها خلال فترة العطل والأعياد وفي مقدمتها وزارة الصحة والداخلية والإعلام وتجهز حملات لضبط الأسعار في الأسواق والمديرية مستعدة لتلقي شكاوى المواطنين .
بأي حال عدت يا عيد ؟
إنّ المجتمع السوري الجميل لا يقبل أن يكون أحدٌ خارج العيد، هناك نوع من التعاطف والرحمة والمشاركة ولاسيما أننا مازلنا في أجواء شهر الرحمة، والجمعيات الخيرية المنتشرة في كل المحافظات تقوم بمبادرات لتقديم ولو الحد الأدنى من مستلزمات العيد كالملابس والأغذية وغيرها، ورجال الأمن يبسطون سيطرتهم لحماية الأرواح والممتلكات
ضيف لثلاثة أيام
اليوم الأوّل، واليومان الثانيان ، أيام مدعاة للفرح. وعلى الرغم من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، هناك إصرار على الفرح.
الزينة القليلة ربّما والأراجيح وثياب الأطفال الملوّنة وتوزيع بعض السلل الغذائية على الفقراء والحلويات هي إعلان عن رغبة في الحياة. يكفي أنّ الناس ما زالوا مصرّين على الاستعداد لهذا العيد بما توفّر.
هذا المتوفر قليل لكنّهم اعتادوا على اجتراح الفرح مهما كانت الأزمات خانقة والمآسي كبيرة.