غاباتنا ومحمية الفرنلق و١٠٠ ألف دونم وأكثر باتت رماداً

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

بأفصح العبارات وأقلها كلاماً يمكن إيجازه بأن حرائق الغابات في الساحل السوري والتي استمرت أربعة أيام وحتى الآن لاتزال تحت المراقبة، والتي وصلت لمشارف حدود غابات حماة شرقاً، أمست هذه الغابات رماداً وأثراً بعد عين، وهي بتعبير بسيط كارثي فقد دمرت البنية التحتية وقطعت المياه عن ٢٥ قرية وخربت شبكات المياه والاتصالات والكهرباء، وبمعنى أوضح كل الاحتياجات الإنسانية الأخرى الأكثر إلحاحاً.
فعلى مدار أربعة أيام لكم أن تتصورا ماذا يمكن أن تفعل نار مستعرة في الهشيم والأشجار، فاندفعت فرق الإطفاء في كل من الأردن الشقيق وتركيا الصديقة وانضموا إلى فرق الإطفاء سواء بالآليات والعناصر البشرية أو بالحوامات كما فعلت تركيا.
غير أن أكبر ضحايا هذه الحرائق والنيل منها كانت محمية الفرنلق الطبيعية وهي أول محمية طبيعية سورية التي تضم المزيد من الغابات والأشجار المتعددة والواسعة والمتصلة ببعضها.
ومن باب الإشارة هنا فقد وصف وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح بأن الوضع مأساوي للغاية حيث تقدر المساحات المحروقة بعشرة آلاف هكتار، وبتحويلها إلى دونمات -والكلام هنا تحديداً للمحرر- يعني ١٠٠ ألف دونم..
من جهتها دعت الأمم المتحدة إلى المزيد من الدعم الدولي للسيطرة على النيران فهو في الاطار الكارثي..
ومن نافل القول أيضاً هنا نشير إلى أن الحرائق طالت أشجار الزيتون الخاصة وحوَّلتها رماداً ما سيخلف كارثة بيئية حقيقية لنيلها من الأراضي الزراعية ومن المنازل السكنية الأمر الذي استدعى اخلاء العديد من القرى من سكانها..
وفي هذا الصدَّد كتبت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي عبر منصة / X/ : سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق المندلعة في الساحل السوري، وسوريا تعاني من موجات الجفاف منذ سنتين ما أدى إلى تراجعها بسبب الجفاف وقلة الأمطار والحر الشديد..
وفي هذا الصدَّد كتبت وكالة فرانس برس بأن سوريا لم تشهد ظروفاً قاسية مناخية بهذا السوء منذ ستين عاماً، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق بات يهدِّد ستة عشر مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي..
نختم بأن نشير إلى أن ما جرى لغابات الشريط الساحلي من حرائق كارثية تشبه ما جرى لغابات الأمازون، فقد نحتاج إلى خمسين سنة لترميمها وإعادة هذه الغابات واحة خضراء تجلب المطر وتوقف الانحباس الحراري الذي هو أب وأم للفقر والأمن الغذائي والمائي.
فغاباتنا تحولت إلى رماد وركام وستبقى أشجارها التي احترقت ولا تزال واقفة شاهدة على الفاعلين والعابثين.. ومرحى وكل الشكر لكل يدٍ امتدت بالخير لإخماد هذه الحرائق..

Leave a Comment
آخر الأخبار