الحرية- لوريس عمران:
تنهض وزارة الزراعة من بين رماد الغابات المشتعلة في ريف اللاذقية بخطة متكاملة تهدف إلى ترميم النسيج البيئي الذي التهمته الحرائق، وإعادة الغطاء الأخضر إلى السفوح التي احترق قلبها الشهر الماضي. فقد وضعت مديرية الزراعة، عبر دائرة الحراج، مسارين متوازيين للتدخل، يجمعان بين المعالجة العاجلة والتأهيل طويل الأمد، في محاولة لوقف التدهور وتعزيز قدرة الطبيعة على التعافي.
رئيس دائرة الحراج بمديرية الزراعة في محافظة اللاذقية ماهر محمد أشار إلى أن المديرية وضعت خطتين للتدخل الخطة الأولى تقوم على تدخل مباشر وفوري يشمل نثر البذور وزراعة أنواع حراجية محلية مدروسة، في المناطق التي شهدت حرائق شديدة دمرت التربة وأضعفت قدرتها على التجدد، لافتاً إلى أن الخطة الثانية تقوم على ترك المواقع المتضررة تحت الحماية والرعاية، لتتجدد ذاتياً اعتماداً على بذور النباتات الأصلية أو ما تبقى من أعضائها الحية تحت سطح الأرض.
ووفق ما أفاد المهندس محمد” لصحيفتنا الحرية” فإن موسم 2025-2026 سيشهد تحريجاً واسع النطاق على مساحة تبلغ 445 هكتاراً، إلى جانب إنتاج 612 ألف غرسة حراجية، تتضمن أنواعاً بيئية واقتصادية مثل الغار، والخرنوب، والسماق.
>مبيناً أنه جرى اختيار هذه الأنواع بعناية لتزرع في المناطق القريبة من القرى المتضررة، بهدف تعزيز دور المجتمع المحلي في حماية الغابة، أيضاً إنتاج علاقة جديدة بين السكان والطبيعة تقوم على التعاون والمسؤولية المشتركة.
تحاول هذه الرؤية الجديدة الانتقال من منطق التعويض الإسعافي إلى بناء نمط تنموي مستدام، يدمج الإنسان بالأرض، ويقلل من احتمالات اشتعال الحرائق في المستقبل، عبر إشراك السكان في رعاية الغابة ومراقبتها، باعتبارها جزءاً من حياتهم اليومية لا مجرد مساحة برية مهملة.