الحرية- علام العبد:
في سابقة هي الأولى في سوريا، أطلق المجتمع المحلي في مدينة ديرعطية بالقلمون الغربي في محافظة ريف دمشق، مبادرة لزراعة شجرة زيتون أمام منزل كل شهيد من شهداء الثورة تخليداً لذكراه، أو متوفى صاحب أثر طيب وسمعة حسنة في المجتمع، وتشجيعاً لزيادة رقعة الغطاء النباتي.
وتهدف المبادرة المموّلة من أصحاب الأيادي البيضاء والمجتمع المحلي ويجري تنفيذها كل يوم جمعة، إلى تحسين جودة البيئة في مدينة ديرعطية ومحاربة ظاهرة تجريف الأراضي وزيادة الاهتمام والعناية بالأشجار المثمرة كالزيتون.
ويوضح رئيس مجلس مدينة ديرعطية المهندس محمود محمد رعد أن المبادرة تأتي تخليداً لأرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم خلال سنوات الثورة والحرب مع النظام البائد على مدار السنوات الماضية من أجل الثورة وأهدافها.
وبيّن في تصريح لـ “الحرية” أن سبب اختيار شجرة الزيتون لما تحمله هذه الشجرة من دلالات في الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالثورة وقضيتها ومحافظة إدلب التي تشتهر بزراعة الزيتون ولكونها كانت حاضنة حقيقية للثورة ورجالاتها.
فيما أشار عضو لجنة تصريف الأعمال في ديرعطية بشار بركسية إلى أن هذه المبادرة استطاعت تحويل الوجع والحزن إلى أمل يمنحنا القوة بأن نبقى على عهد الأحبة، الذين رحلوا عنا في ظروف عصيبة، لكنهم يسكنون قلوبنا كما تضرب أشجارهم جذورها في أحشاء الأرض.
وأكد أن غرس الأشجار مهم للعدالة المناخية، وهو فعل حثّت عليه الديانات السماوية، حيث أشارت إلى الزيتون.
من جانبه أشار منسق المبادرة الناشط الاجتماعي بشار عرفة – وهو أحد المشرفين والداعين للمبادرة – إلى أن المجتمع المحلي وبالتعاون مع مجلس المدينة وأسر الشهداء والمتوفين وفّر العشرات من أشجار الزيتون ليصار إلى غرسها بدل من الأشجار اليابسة أو المقطوعة.
وقال عرفة: إن هذه المبادرة أقل ما يمكن تقديمه لأهالي الشهداء والمتوفين الطيبين تجسيداً لذكرى أعزائهم، منوهاً بأن المبادرة في مسمّاها يحمل طابع الوفاء للشهداء ولكنه في الوقت نفسه يحرص على الاهتمام بالبيئة.
وأضاف: “لقد أوصينا أهالي الشهداء بالاهتمام والعناية بالأشجار التي تمت زراعتها أمام منازلهم لتكون ثمارها في المستقبل بمنزلة صدقة جارية عن روح الشهداء”.
وعبّر عدد من ذوي الشهداء والمتوفين عن ترحيبهم بالمبادرة التي تخلد أرواح الشهداء، معتبرين أنها رسالة تحدٍّ للنظام البائد الذي خرّب التربة الزراعية عندما قام بتجريف الأشجار والأراضي الزراعية.
وحث سعيد حسن قريب أحد المتوفين في حديثه لـ “الحرية” أسر الشهداء والمتوفين من أهل الخير على تشجيع ودعم مثل هذه المبادرات التي تذكر بالشهداء الذين ارتقوا من أجل نصرة الثورة السورية.
وأضاف إنهم يفتخرون بتسمية الأشجار التي زُرعت أمام منزلهم بأسماء أشقائهم وأقاربهم، مؤكداً أنهم سيعملون على “العناية بها والمحافظة عليها لتكون رمزاً للعزة وتخليداً لأرواحهم الطاهرة”.