غرس شجرة زيتون لكل شهيد في ديرعطية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- علام العبد: ‏

في سابقة هي الأولى في سوريا، أطلق المجتمع المحلي في مدينة ‏ديرعطية بالقلمون الغربي في محافظة ريف دمشق، مبادرة لزراعة ‏شجرة زيتون أمام منزل كل شهيد من شهداء الثورة تخليداً لذكراه، أو ‏متوفى صاحب أثر طيب وسمعة حسنة في المجتمع، وتشجيعاً لزيادة ‏رقعة الغطاء النباتي.‏

وتهدف المبادرة المموّلة من أصحاب الأيادي البيضاء والمجتمع المحلي ‏ويجري تنفيذها كل يوم جمعة، إلى تحسين جودة البيئة في مدينة ‏ديرعطية ومحاربة ظاهرة تجريف الأراضي وزيادة الاهتمام والعناية ‏بالأشجار المثمرة كالزيتون.‏

ويوضح رئيس مجلس مدينة ديرعطية المهندس محمود محمد رعد أن ‏المبادرة تأتي تخليداً لأرواح الشهداء الذين قضوا نحبهم خلال سنوات ‏الثورة والحرب مع النظام البائد على مدار السنوات الماضية من أجل ‏الثورة وأهدافها.‏

وبيّن في تصريح لـ “الحرية” أن سبب اختيار شجرة الزيتون لما تحمله ‏هذه الشجرة من دلالات في الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالثورة وقضيتها ‏ومحافظة إدلب التي تشتهر بزراعة الزيتون ولكونها كانت حاضنة حقيقية ‏للثورة ورجالاتها.‏

فيما أشار عضو لجنة تصريف الأعمال في ديرعطية بشار بركسية إلى ‏أن هذه المبادرة استطاعت تحويل الوجع والحزن إلى أمل يمنحنا القوة ‏بأن نبقى على عهد الأحبة، الذين رحلوا عنا في ظروف عصيبة، لكنهم ‏يسكنون قلوبنا كما تضرب أشجارهم جذورها في أحشاء الأرض.‏

وأكد أن غرس الأشجار مهم للعدالة المناخية، وهو فعل حثّت عليه ‏الديانات السماوية، حيث أشارت إلى الزيتون. ‏

من جانبه أشار منسق المبادرة الناشط الاجتماعي بشار عرفة – وهو أحد ‏المشرفين والداعين للمبادرة – إلى أن المجتمع المحلي وبالتعاون مع ‏مجلس المدينة وأسر الشهداء والمتوفين وفّر العشرات من أشجار الزيتون ‏ليصار إلى غرسها بدل من الأشجار اليابسة أو المقطوعة.‏

‏ وقال عرفة: إن هذه المبادرة أقل ما يمكن تقديمه لأهالي الشهداء ‏والمتوفين الطيبين تجسيداً لذكرى أعزائهم، منوهاً بأن المبادرة في ‏مسمّاها يحمل طابع الوفاء للشهداء ولكنه في الوقت نفسه يحرص على ‏الاهتمام بالبيئة.‏

وأضاف: “لقد أوصينا أهالي الشهداء بالاهتمام والعناية بالأشجار التي ‏تمت زراعتها أمام منازلهم لتكون ثمارها في المستقبل بمنزلة صدقة ‏جارية عن روح الشهداء”.‏

وعبّر عدد من ذوي الشهداء والمتوفين عن ترحيبهم بالمبادرة التي تخلد ‏أرواح الشهداء، معتبرين أنها رسالة تحدٍّ للنظام البائد الذي خرّب التربة ‏الزراعية عندما قام بتجريف الأشجار والأراضي الزراعية.‏

وحث سعيد حسن قريب أحد المتوفين في حديثه لـ “الحرية” أسر الشهداء ‏والمتوفين من أهل الخير على تشجيع ودعم مثل هذه المبادرات التي ‏تذكر بالشهداء الذين ارتقوا من أجل نصرة الثورة السورية.‏

‏ وأضاف إنهم يفتخرون بتسمية الأشجار التي زُرعت أمام منزلهم بأسماء ‏أشقائهم وأقاربهم، مؤكداً أنهم سيعملون على “العناية بها والمحافظة عليها ‏لتكون رمزاً للعزة وتخليداً لأرواحهم الطاهرة”.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار