الحرية- مركزان الخليل:
لفت الصناعي لؤي نحلاوي النائب السابق لغرفة صناعة دمشق وريفها الى منافسات جوهرية تواجه القطاع الصناعي، أبرزها ارتفاع التكاليف وتكدس المنتجات المحلية، ما يهدد استمرارية عمل العديد من المعامل، وأشار نحلاوي إلى وجود مخاوف جدية لدى المستثمرين بشأن الالتزام بالعقود المبرمة، داعياً إلى تفعيل دور غرفة الصناعة كشريك أساسي مع الوزارات المعنية، واستثمار ميزة اليد العاملة التنافسية عبر خفض تكاليف الإنتاج والحد من التهريب.
مخاوف تثير قلق المستثمرين
لكن ثمة مخاوف كثيرة اليوم تثير حالة من القلق والخوف لدى المستثمرين تتعلق بمدى مصداقية الالتزام بالتعاقدات الاستثمارية، خاصة فيما يتعلق بالعقود المبرمة مع المستثمرين.
وأشار نحلاوي إلى قرارات صادرة عن إدارة المدينة الصناعية في عدرا، تتعلق بتحويل العقود المبرمة مع بعض المستثمرين من الليرة السورية إلى الدولار، والمطالبة بالدفع بسعر الصرف الحالي، وبالتالي هذا الإجراء يتعارض مع مبدأ “العقد شريعة المتعاقدين”.
تفعيل دور غرفة الصناعة كونها شريكاً غير ربحي
وللتخفيف من هذه المخاوف، وإزالة القلق لدى أهل الاستثمار، دعا النحلاوي إلى إشراك غرف الصناعة لضمان حقوق الجميع، وتفعيل دورها كشريك أساسي مع وزارتي الاقتصاد والصناعة، كونها مؤسسة “غير ربحية” تهدف لخدمة الصناعيين، إلى جانب تمكينها من طرح مشاريع استثمارية مباشرة في الأراضي الصناعية التي لم يتم استغلالها ، مشيراً إلى أن الغرفة لا تسعى للربح ويجب منحها خاصية معينة في هذا الشأن وتحقيق فاعلية أكبر لدورها في زيادة العملية الإنتاجية الكلية.
استثمار ميزة اليد العاملة التنافسية عبر خفض تكاليف الإنتاج والحد من التهريب
العمالة فرصة ذهبية مهدورة
الجانب الذي لا يمكن تجاهله في حسابات العملية الإنتاجية ومفردات تكلفتها، أجور اليد العاملة، حيث أكد نحلاوي أن سورية لا تزال تمتلك “فرصة ذهبية” لاستثمار اليد العاملة الموجودة، حيث إن أجور العمال تعتبر تنافسية عالمياً.
إلا أنه لفت أن هذه الميزة تتضاءل بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة مع ارتفاع القيمة الجمركية الأساسية على مستلزمات الإنتاج، والتي قد تصل إلى الضعف، وأشار إلى أن هذا الارتفاع، بالإضافة إلى استمرار التهريب للبضائع الجاهزة المقلدة، يؤدي إلى انخفاض القدرة التنافسية للمنتج المحلي.
خطر “تكديس” الإنتاج يهدد بإغلاق المعامل
وهنا حقيقة لا يمكن تجاهلها، في ظل صعوبات العملية الإنتاجية والتسويقية لا سيما حالات التخزين الواسعة للمنتجات.
حيث أكد نحلاوي تراجع الصادرات ، ووجود تكدس في المنتجات المحلية، خاصة في معامل الأدوات المنزلية، ما يهدد معظم هذه المعامل في الأشهر القليلة القادمة، ليس هذا فحسب، بل فقدان عمليات التطوير والتحديث لها ما أفقدها صفة المنافسة، مقارنة مع الدول المجاورة والتي خضعت للتطور الكبير، ما ساهم في سهولة دخولها الأسواق السورية ومنافستها للمنتجات المحلية، خاصة من حيث التكلفة، الأمر الذي يدفع بعض الصناعيين إلى الاكتفاء بتجميع المنتجات بدلاً من التصنيع الكامل.