الحرية – سناء يعقوب:
لنتغاضَ قليلاً عن الحالة التي يتغنى بها الجميع حالياً، وهي توفر المواد والسلع في الأسواق بكل أشكالها وأصنافها، الوطني منها والأجنبي، ولننسَ قليلاً ارتفاع أو انخفاض بعض الأسعار وتفاوتها بين المحال، وعدم قدرة المستهلك أصلاً على الاقتراب والشراء، والسبب ببساطة قلة حيلة ومال!
لننسَ كل ذلك وننظر إلى البضائع المنتشرة على الأرصفة وفي الشوارع، وصراخ الباعة المتواصل بأن تلك المواد أصلية، والحقيقة أن الكثير من المواطنين يقبلون على الشراء، ليس لأنهم يصدقون الباعة، ولكن لأنها رخيصة الثمن، أما النتائج فهي كارثية، وخاصة ما يتعلق منها بالمواد الغذائية، وهكذا يعطون الغشاش الحق في غشهم وفرض ما يشاء من بضاعته، لأن العين بصيرة واليد قصيرة وليس بالإمكان أفضل مما كان !
يبدو أن غذاء الناس لم يعد ضمن المحرمات، وبالواقع يعاني الغذاء ومنتجاته من فلتان كبير بالمواصفات، حتى نكاد نقول إن صحة المستهلك لم تعد بالحسبان، وما يقدم له من مواد مجهولة المصدر ومن دون رقابة يطرح ألف سؤال، وخاصة أن نسبة الغش ازدادت بشكل كبير في اللحوم والأجبان والألبان، وحتى المنظفات التي انتشرت ورشات تصنيعها في الحارات المخفية، ولا أحد يعلم ماذا تحتوي من مواد مؤذية للصحة!
للأسف احتل الغش مكانة واسعة في الأسواق، ووصل إلى الطعام والشراب والثياب وحتى المواد الكهربائية، وحالياً كثرت الشكاوى مع غزو السلع لبلادنا وكثرتها وتهافت الناس عليها لرخص ثمنها، ولعدم قدرتهم على اكتشاف السلع المزورة أو المنتهية الصلاحية والتي يعاد بيعها بعد تزوير اللصاقة الموجودة عليها، وتلك أصلاً ليست مهمتهم بل مهمة الرقابة الغائبة!
لا شك الناس مصابة بأمنها الغذائي في السعر والنوعية والمواصفات، وأيضاً مصابة بفقرها وعدم قدرتها على تلبية احتياجاتها، ومع ذلك تستمر التجاوزات والغش والاحتيال في لقمة عيشهم، وكل ما هو مطلوب مزيد من الحسم والحزم ومعاقبة حيتان السوق من باعة وتجار، لضمان غذاء سليم ومكفول، حتى لا تبقى صحة الناس رهينة مصالح فئة باعت ضميرها على حساب الفقراء!
غشّ وقلة حيلة !

Leave a Comment
Leave a Comment