الحريةـ رحاب الإبراهيم:
تفاجأت العائلات في حماة وريفها بارتفاع أسعار مستلزمات العام الدراسي الكبير، وخاصة تزامنه مع موسم المونة، ما يتطلب دفع مبالغ مالية مرهقة غير قادرة على تحملها دفعة واحدة، وسط تساؤلات عن مبررات هذا الغلاء، الذي يقارب مستواه العام الفائت، من دون لحظ أي تدخلات في ضبط أسواق هذه المنتجات وردع المخالفين، الذين تسببوا في حرمان الكثير من الطلبة من شراء احتياجاتهم المدرسية والاكتفاء بما لديهم من الموسم الفائت.
“الحرية” رصدت أسعار مستلزمات الموسم الدراسي في أسواق مدينة حماة، حيث تراوحت أسعار الحقائب المدرسية بين ٤٥ ألف ليرة و٢٠٠ الف ليرة حسب جودتها ومصدرها المحلي أو الأجنبي، بينما بلغ سعر البدلة المخصصة للتعليم الابتدائي بين ٧٥ إلى ١٣٠ ألف ليرة، والأحذية بين ٥٠ إلى ١٠٠ ألف ليرة، وشهدت أسعار القرطاسية ارتفاعاً واضحاً، حيث يباع أقل دفتر ب٣ آلاف ليرة.
تدخل حكومي
وقد اشتكى الأهالي الذين يتسوقون لشراء احتياجات العام الدراسي من غلائها الكبير، حيث استغربت السيدة الثلاثينية ميساء سلامة هذا الارتفاع الجنوني في أسعار مستلزمات المدرسة، بعد تقاربها مع أسعار العام الفائت، مع تسجيل بعض أنواعها لأرقام أكبر، كالحقائب والألبسة، مطالبة بتدخل الحكومة بطرح منتجات بأسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود مع تشديد الرقابة على المحال التي تبيع احتياجات المدرسة خلال هذه الفترة، على نحو يمكنهم من شراء الضروري منها وعدم حرمان الطلبة منها.
الأمر ذاته يؤكد عليه محمد يوسف، الذي بين أنه يحتاج خلال شهر أيلول إلى قرض من أجل تأمين احتياجات المونة والمدرسة، وخاصة مع موجة الغلاء التي شهدتها معظم السلع بما فيها احتياجات الموسم الدراسي، مبيناً أنه في ظل المنافسة الواضحة في الأسواق يفترض أن تنخفض الأسعار بدل هذا الارتفاع الكبير المرهق للعائلات، في ظل واقع معيشي ضاغط، مشيراً إلى ضرورة الرقابة على التجار ممن يفرضون أسعارهم ويجنون الأرباح على حساب المواطنين الفقراء ومحدودي الدخل.
سعر الصرف السبب
ارتفاع سعر صرف الدولار، كانت حجة أصحاب المحال التجارية لرفع أسعار مستلزمات الموسم الدراسي، وهو ما يوضحه صاحب محل في مصياف- فؤاد الشيخ، الذي أكد أن نسبة كبيرة من البضائع أجنبية، بالتالي من الطبيعي أن تتأثر بارتفاع سعر الدولار، لكن بالمقابل هناك بضائع محلية الصنع سعرها منخفض لا يتجاوز سعرها كالحقائب ٤٠ ألف ليرة، فالسوق عرض وطلب، وبإمكان المواطنين انتقاء احتياجاتهم كل حسب قدرتهم المالية وتفضيلاتهم، إذا كان يرغبون في شراء المنتج الوطني أو الأجنبي.
في حين يبين تاجر أخر- لؤي عوف يبيع منتجات الموسم الدراسي وتحديداً الألبسة مع أصناف أخرى من الألبسة النسائية والجالية، أن أسباب ارتفاع الألبسة عديدة منها ارتفاع سعر الدولار وغلاء أجور النقل نتيجة ارتفاع سعر المحروقات وخاصة أن البضائع تجلب من مدن أخرى كمدينة حلب، التي تعاني مصانعها من ارتفاع سعر مستلزمات الإنتاج، وهذا يرفع أسعار الألبسة عموماً ومنها مستلزمات الدراسة، إضافة إلى أجور النقل، وهذا كله يضاف على سعر القطعة، فمهما حاول التاجر مراعاة ظروف الناس لكن يجب أن يراعي أحوال تجارته ويفكر بالربح ويتجنب الخسارة قدر الإمكان بغية مواصلة العمل، علماً أن التجار عموماً لا يفضلون البيع بأسعار مرتفعة لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن، فكلما كان سعر المنتجات مخفضاً زاد عدد الراغبين بالشراء والعكس صحيح.