الحريّة – ميليا اسبر:
يوجد الكثير من الفرص الإستثمارية الواعدة في سوريا والتي يمكن أن تحقق قفزة نوعية في الاقتصاد السوري من حيث توفير فرص عمل، وتنشيط حركة الأسواق، لكن هذه الفرص تعترضها الكثير من المعوقات تمنع إنجازها، لذلك المطلوب في المرحلة القادمة من الحكومة لا سيما أن سوريا مقبلة على انفتاح اقتصادي دولي وعربي أن تُوجد بيئة استثمار مناسبة لجميع المستثمرين في الداخل والخارج بهدف تشجيعهم على الاستثمار في البلاد.
رجل الأعمال وعضو غرفة تجارة دمشق سابقاً محمد الحلاق أشار في تصريح لصحيفتنا” الحرية” إلى أن أهم معوقات الاستثمار غياب المناخ الجيد للعمل الاستثماري والمقصود بذلك أن نكون هناك تشريعات متكاملة مع بعضها البعض ومتوازنة بحيث توضح العلاقة بين جميع أطراف المعادلة التجارية بمعنى وجود جهات معينة مستقلة تنصف أي طرف سواء أكان خلاف المستثمر مع وزارة المالية، أو مع المصدرين أو مع البنك المركزي..الخ، من هنا نقول أنه من الضروري وجود جهة قضائية مستقلة تعنى بشؤون المستثمرين بهدف إنصاف كافة الأطراف، منوهاً أن ذلك يكون بخطوة سابقة تكون من خلال وضوح التشريعات واستقرارها.
الحلاق: ضرورة إنشاء محكمة تجارية مستقلة تنصف جميع الأطراف
وأضاف الحلاق أن الأنظار دائماً تتجه نحو المستثمر الخارجي كون هدفه البحث عن فرص عمل جديدة وفكر جديد، إضافة إلى امتلاكه في بعض الأحيان مشاريع وآليات عمل متطورة .
وذكر أن هناك معوقات كانت موجودة قبل التحرير أهمها تضارب التشريعات بين بعضها البعض، إضافة إلى وجود قنوات فساد يعني أي قانون جديد يتضمن حلقة تخلق قنوات من الفساد، مؤكداً أنه لا يوجد بسوريا حتى الآن نضوج للتحكيم والوساطة، لذلك يجب تفعيل القضاء التجاري لأنه لا يجوز تحويل أي قضية للمحكمة بل يجب تحويلها لمحكمة تجارية مختصة بهذه الأمور، ويجب الإسراع في الحلول بحيث تتخطى مراحل سريعة.
ولفت الحلاق إلى أن المشكلة الأكبر هي الضرائب، لكن تعمل حالياً وزارة المالية على إصلاحها بحيث تكون منصفة بهذا الموضوع، وفي حال تعدلت منظومة الضرائب ستكون من أهم الأمور التي ستشجع على الاستثمار في بلدنا، موضحاً أن أي مستثمر سواء كان داخلياً أو خارجياً يبحث عن الثقة بالتشربعات وبالأطراف التي يتعامل معها، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك ربحية مستدامة وهذا موضوع مهم يجب السعي إليه.
وختم بالقول: إن أهم عوامل الإستثمار هو الأمان لأنه قد يكون معوق لبعض الاستثمارات، ولكنه من أساسيات نجاح واستدامة أي اقتصاد، لذلك هو مهمة كل السوريين من أجل الانتعاش الاقتصادي وتحقيق الرفاهية.