الحرية – متابعة : مها سلطان:
منذ تحديد إسرائيل، علناً وصراحة، منشأة «فوردو» النووية الإيرانية، كهدف أساسي لإنهاء الحرب، وكعامل حاسم يحدد انتصار إسرائيل في المواجهة مع إيران.. تستمر هذه المنشأة في قلب التركيز الإعلامي الشديد لناحية ما إذا كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة قادرتين على تدمير هذه المنشأة باعتبارها تضم المفاعل الرئيس لإنتاج إيران القنبلة النووية.
حول ذلك، عنونت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، في مقال لها اليوم الإثنين.. «فوردو عصيّة على التدمير حتى بالقنابل الأمريكية الخارقة» للتحصينات» مشيرة إلى أن هذه المنشأة تمثل كابوساً يؤرق المخططين العسكريين في إسرائيل، حيث إنها تقبع على عمق نصف كيلومتر داخل جبل جنوب مدينة قم، وتتمتع بتحصينات هائلة تشمل حراسة مشددة ومنظومات دفاع جوي متقدمة، وهو ما يعوق عملية تدميرها.
وأضافت الصحيفة أنّ “«فوردو» تُعد نموذجاً بارزاً لسعي إيران إلى تحصين برنامجها النووي ضد أي هجوم محتمل، إذ تم تصميمها لتحمّل الضربات المباشرة، مع ضمان سلامة أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب، وهما من المكونات الأساسية في تصنيع الأسلحة النووية، وفق الصحيفة. مع الإشارة هنا إلى أن إيران لطالما شددت على أن تصنيع الأسلحة النووية لا يدخل ضمن عقيدتها الدفاعية.
ونقلت الصحيفة، عن بهنام بن طالبلو، الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية، عن أنّ «فوردو تُعد الركيزة الأهم في البرنامج النووي الإيراني»، بحيث إنّه قال: هي مبتدأ كل شيء ومنتهاه في العملية النووية الإيرانية.
من جانبه، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات «الأمن القومي» في تل أبيب، داني سيترينوفيتش، أكّد أن فوردو شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل، مؤكداً أن إسرائيل لن تتمكن من تدميرها من دون مساعدة أميركية. واعتبر سيترينوفيتش أن هذه المنشأة قد تكون «الهدف الأصعب وربما الأخير» في الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وتتفوق «فوردو» على منشأة «نطنز» من حيث التحصين الجيولوجي، ما يجعلها منيعة ضد أي هجوم جوي تقليدي، وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أنّها قد تكون حتى محصنة ضد القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة.
وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قد أعلنت أن المنشأة تعرّضت لهجوم مؤخراً، لكن الأضرار التي لحقت بها وُصفت بالمحدودة.