فرصة لتأكيد الهوية السورية وثقافة التعايش.. معرض دمشق الدولي: أجواء سوريا النابضة بالحياة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– بشرى سمير:

يمثل معرض دمشق الدولي تظاهرة ثقافية واجتماعية تعزز روح المحبة والألفة حيث يجمع السوريين والزوار من دول مختلفة، ويقدم فضاءً نابضاً بالحياة يتجاوز البعد التجاري والاقتصادي، وبمجرد ذكر اسم معرض دمشق الدولي تنتعش ذاكرة السوريين مستحضرين صور الماضي المحفورة في ذاكرتهم ليقصوا معها أحداثاً وروايات عن معاصرتهم لهذا الإرث السوري المهم والمتجدد والتي عادت هذه الذكريات لتطفو على السطح من جديد من التحرير.

مناسبة للفرح

وتقول عبير علبي 79 سنة: المعرض أيام زمان كان مناسبة للفرح ومن رأى مدينة المعرض في سنيه الأولى تأخذه روعة وسحر دمشق زمن الخير والبركات والحب والمودة والحميمية، فأكثر بيوت الشام فيها ضيوف قادمون من شتى أنحاء البلاد أصدقاء سواء كانوا أقرباء أو عرسان في شهر العسل، كان نهر بردى مزدحماً بالناس يشترون.. يأكلون.. شباب.. بنات يجلسون على أطراف النوافير وعلى حواف الأرصفة وفي ساحة الأمويين على المرج تحت الشجر، يتحدثون ويحتسون الشاي ويأكلون المكسرات والفواكه، وعلى لسان الجميع: تفضلوا أهلاً وسهلاً على أنغام صوت فيروز.
من جانبها هدى المعلم 68 سنة قالت: إن المعرض لم يكن مجرد منصة تجارية، بل كان ملتقى ثقافياً واجتماعياً، يجمع مختلف مكونات المجتمع السوري والزوار من دول مختلفة، كنا نذهب مع الأهل ونحن أطفال لنستمتع بالأمسيات الفنية وأغاني فيروز وعبد الحليم حافظ، حيث تقام حلقات رقص الصبايا والبنات على طرقات المعرض وخاصة الإخوة اللبنانيين والأردنيين كانوا يأتون بالباصات للشام يومياً صباحاً، ويرجعون آخر الليل فالمسافة بين كل من بيروت وعمان والشام قريبة جداً.

المعرض القديم أكثر حميمية

نور الدين عتمة 85 سنة حدثنا عن ذكرياته التي لا ينساها عن أيام معرض دمشق الدولي قديماً وحنينه إليها قائلاً: المعرض الحالي يتميز بألقه وحيويته من حيث اتساع المساحة للأجنحة أو الحدائق والمسارح والفعاليات الجديدة المقامة على أرضه، لكن المعرض القديم كان أكثر حميمية لقربه من مختلف مناطق العاصمة إضافة إلى الذكريات الجميلة التي لا تزال تنبض في روحه وقلبه حين يمر بالقرب من المعرض القديم، مشيراً إلى أن المعرض الحالي سيشكل للأجيال الجديدة ذاكرة مستقبلية تحمل الكثير من الصور والتفاصيل.

طقس سنوي

الدكتور عماد سعيد باحث تاريخي يرى أن معرض دمشق الدولي منذ أن نظم في عام 1954 وحتى وقتنا الحالي لا يزال يشكل بالنسبة للسوريين عموماً والدمشقيين خصوصاً طقساً سنوياً ينتظرونه بلهفة وأخذ حتى عام 2002 موقعاً مهماً في وسط مدينة دمشق ممتداً من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى قبل أن ينتقل إلى موقعه الحالي على طريق مطار دمشق الدولي.
ويرى سعيد أن المعرض لأكثر من نصف قرن لا يزال يحتل الصدارة في مجال المعارض والأسواق الدولية كونه الأقدم والأعرق في المنطقة، ويستضيف سنوياً العديد من المشاركات الدولية الرسمية وآلاف الشركات السورية والعالمية، مشكلاً منصة اقتصادية وفرصة لتبادل اللقاءات بين رجال الأعمال وملتقى لعقد الصفقات، الأمر الذي يدعم الاقتصاد الوطني ويزيد معدلات التبادل التجاري وينشط قطاع الأعمال والاستثمارات في سوريا.

تأكيد الهوية

كما أنه من الناحية الاجتماعية يشكل بيئة من الفرح والأمل بما يتضمنه من فعاليات متنوعة ومساحات مخصصة للعائلات توجِد أجواءً من الفرح والبهجة، وتساهم في تعزيز الألفة المحبة والتفاؤل بين الناس.
ويضيف سعيد: للمعرض دور في رسم مستقبل واعد لسوريا، ويساهم في توحيد الجهود لبناء وطن قوي وآمن وهو فرصة لتأكيد الهوية السورية وثقافة التعايش، حيث يلتقي فيه كل أفراد المجتمع في جو من التسامح والتفاهم.

Leave a Comment
آخر الأخبار