الحرية- علام العبد :
شهدت زراعة الرمان في محافظة إدلب تطوراً ملحوظاً، أدى إلى زيادة في مساحات الأراضي المزروعة بأشجار الرمان.
وتعتبر مناطق حارم وسلقين ودركوش من أكثر وأشهر المناطق بزراعة الرمان في ريف إدلب، وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة في دركوش لوحدها ما يزيد على ألفي دونم، حيث تتوفر مقومات الزراعة من مياه وتربة خصبة ومناخ ملائم لنمو الأشجار.
وفي شهر تشرين الأول من كل عام، تتزين الطرقات الرئيسية المؤدية إلى مناطق الزراعة بثمار الرمان التي يعرضها الباعة على مدار أربعة أشهر تقريباً.
وتقدر أعداد الأشجار في منطقة دركوش ما يزيد على 110 آلاف شجرة مثمرة، وتنتج سنوياً ما بين ألفي طن وخمسة آلاف طن، حسب مزارعين.
وقال المزارع ناصر قرنفل من سلقين في ريف إدلب: إن هذه الزراعة تسهم في تعزيز دخل الكثير من الأسر وتوفر فرص عمل ومكاسب مالية لعدد من الأسر الريفية.
ويشير قرنفل لـ”الحرية ” إلى إن الزراعة بدأت بطرق بدائية تقليدية، وتغيرت اليوم إلى الأساليب الحديثة، ومناطق زراعته للرمان تتميز بالزراعات المروية على غرار زراعة الرمان المتوارثة منذ سنوات، وارتفاع درجة الحرارة في الصيف يساعد على ذلك، إذ يتطلب الرمان تربة غنية، وكميات وافرة من الماء، وكلها أمور متوفرة في المنطقة لاسيما في مدن الشمال السوري، كما تتأقلم شجرة الرمان مع برودة الطقس شتاء، ودرجات الحرارة المرتفعة صيفاً.
وأضاف: يمكن استغلال ثمار الرمان، وأغصان الشجرة، وحتى قشرة الثمرة، في الاستعمالات الطبية، أو مواد التجميل، أو العطور، لذا فإن الرمان هو مورد رزق لنحو 90 % من الفلاحين في منطقة تستور.
وتعد زراعة الرمان من الزراعات الاسرية الناجحة تعتمد عليها كثير من الأسر كمصدر دخل رئيس لها لاسيما وأنها أخذت تتوسع في سوريا نظراً لمردودها الاقتصادي، مثلما أن زراعتها تصلح في معظم أنواع التربة الزراعية وخاصة التربة الحمراء.
ومن ابرز اصناف الرمان المزروعة في سوريا “الفرنسي والرمان الحلو والماوردي ” .
وبين المهندس الزراعي عبد الباسط صطوف الاختصاصي بشؤون الرمان، أنها تعتبر من الأشجار المعمرة وقد تعيش 50 سنة وموطنها الأصلي سوريا حيث انتشرت زراعتها في كثير من البلدان العربية ونقلها العرب إلى إسبانيا.
وأشار في تصريح لـ” الحرية ” إلى أن اشجار الرمان تبدأ في الإثمار مبكراً حيث يمكن أن تعطي محصولاً في السنة الثالثة من زراعة البستان.
لافتاً إلى مشاكل تواجه زراعة الرمان منها ذبابة ثمار الرمان والمن، إذ تقوم وزارة الزراعة عبر مديرياتها بحملات رش بالتعاون مع مزارعي الرمان وتوزع الأدوية اللازمة بالإضافة إلى الحملات الإرشادية التي تساهم في التغلب على المشاكل والمعوقات التي تواجه المزارعين.