فريق “سوريانا الأمل” يختتم ورشة عمل في حلب لدعم دور المجتمع المدني وترسيخ قيم المواطنة الفاعلة

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – أنطوان بصمه جي:

اختتم فريق “سوريانا الأمل” ورشة عمل مخصّصة استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية، بغية عرض دور المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في مرحلة الانتقال السياسي وترسيخ مفاهيم المواطنة وأدوار المجتمع المدني والهوية الوطنية وذلك ضمن مشروع بارادايم.
وكشفت هبة القدور مديرة المشاريع في فريق “سوريانا الأمل” خلال تصريح خاص لـ “الحرية” أن مشروع “بارادايم” يعمل على تقليص الفجوة الحاصلة بين الناشطين والناشطات بين مناطق شمال غرب ومناطق سيطرة النظام سابقاً، من خلال اللقاءات التي تتمحور حول الدور والتأثير الذي سيسهم بشكل مباشر في مرحلة الانتقال السياسي، والمساهمة في بناء جسور التواصل والثقة وتبادل الخبرات والمعلومات حول شكل الدولة والحد من الخطاب الطائفي الذي يعيق عملية السلام وبناء السلم الأهلي.
وأكدت مديرة المشاريع إجراء عدد من اللقاءات بين المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في ٥ محافظات سورية لفهم آليات أدواتهم خلال مسيرة عملهم ضمن مناطقهم على اختلاف السيطرة، والتمهيد ضمن المشروع لخلق بيئة عمل مدني آمنة في محافظة حلب والتخفيف من تهميش لبعض المحافظات ونقل العمل السياسي والمدني لها من خلال ورشات عمل بين الناشطين من محافظات ومكونات مختلفة تسعى للمساهمة في بناء دولة المواطنة، وسيبنى المشروع على توسيع دائرة العلاقات لتشمل رجال الدين.
من جانبها، أوضحت آلاء الحسين منظمة الورشة أن الفريق تأسس عام 2015 بمدينة إعزاز ويهتم في قضايا النساء وفئة الشباب والمناصرة بحقوقهم ومعرفة أدوارهم، وبعد التحرير توسعت خطط الفريق وشملت الأنشطة محافظة حلب، بالإضافة إلى إطلاق جلسات حوارية ضمن مشروع بارادايم في 5 محافظات وهي حلب وإدلب وطرطوس وسلمية وإعزاز بهدف سماع تجارب المشاركين وكسر الصورة النمطية في المناطق السورية بين الناشطين المجتمعيين، والخروج بتوصيات الورشات.
واستعرض الميسر شادي خليل في اليوم الأول مفهوم الهوية ونشأته وتطوره، فالهوية هي مجموعة السمات، الخصائص، العلاقات، والمعتقدات التي تُعرِّف الفرد أو الجماعة، وتجعلهم يشعرون بالتميز عن الآخرين والانتماء إلى مجموعة معينة، مبيّناً أنها بناء ديناميكي يتشكل ويتطور عبر الزمن بتأثير من التجارب والبيئة المحيطة، وتلاها سرد تاريخي لمفهوم المواطنة وتطوره بداية العصور الكلاسيكية من الشعوب القديمة الإغريق والذين سكنوا منطقة اليونان (أثينا)، حيث كانت المواطنة حصرية ومحدودة، وفي الإمبراطوية الرومانية باتت المواطنة أكثر توسعاً.
أما في العصور الوسطى انحدر مفهوم المواطنة مع سقوط روما وانتشار النظام الإقطاعي وتراجع مفهوم المواطنة لمصلحة مفهوم التبعية والولاء الشخصي، حيث كانت العلاقات قائمة على ولاء الناس للإقطاعي، والإقطاعي للملك، وليس على الانتماء إلى كيان سياسي مشترك، وهيمنت الهوية الدينية على الهوية السياسية.
وأضاف الميسر خليل خلال الجلسة إن عصر النهضة والتنوير شهد عودة مفهوم الهوية بشكل أكبر، وأصبحت المواطنة تعني الانتماء إلى أمة وليس فقط إلى مدينة أو ملك، أما في القرن الحديث توسعت قاعدة المواطنة التي شهدت منح الحقوق للعمال، ومنح المرأة حق الانتخاب، ومنع التمييز على أساس العرق، وظهور نموذج المواطنة الاجتماعية، حيث تم التركيز على البعد الاجتماعي للمواطنة، ولم تعد الحقوق المدنية والسياسية كافية، بل يجب ضمان الحقوق الاجتماعية (الرعاية الصحية، التعليم، الضمان الاجتماعي) لتمكين الأفراد من المشاركة الكاملة في المجتمع.
وكذلك استعرض الميسر تعريف المواطنة وارتباطاتها وتعريف الدولة والديمقراطية والتمتع بالحقوق والمجتمع المدني وما يتفرع عنه من الجمعيات الخيرية والنقابات المهنية والعمالية والنوادي الثقافية والرياضية ومنظمات حقوق الإنسان والجماعات الدينية في أدوارها الاجتماعية، بالإضافة إلى تعريف المساواة والمشاركة والمسؤولية.
وتضمنت جلسة الحوار تمارين عملية، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات للحديث عن أدوراهم وتجاربهم السابقة في تعزيز قيم المواطنة وتجاربهم العملية في دعم المشاركة المجتمعية وتعزيز الحقوق المدنية والتعرف على أبرز التحديات التي واجهوها أثناء عملهم في مجال تعزيز المواطنة الفاعلة وكيفية التغلب عليها، وتدوين رؤيتهم عن معنى المواطنة في سوريا المستقبل والقيم الأساسية التي تميز المواطن السوري والأدوار المطلوبة من الدولة والمجتمع المدني لدعم هذه القيم والسلوكيات لتعزيز المواطنة الفاعلة في المجتمع.
في حين تضمن اليوم الثاني عن المراحل التاريخية لنشأة المجتمع المدني وأهم المراحل التي مر بها والتعرف على تجارب المشاركين في العمل المدني وفهم أنماط وأدوار المجتمع المدني والكيانات والأفراد التي تعتبر دولياً جزءاً من المجتمع والتعرف على المفاهيم الخاطئة عن دور المجتمع المدني ومقوماته وأدواره داخل المجال العام.

أما اليوم الثالث فتضمنت الجلسات حول تعريف المرحلة الانتقالية والغاية الأساسية منها ومكوناتها والتحديات وفرص الانتقال نحو نظام ديمقراطي ودور المجتمع المدني في دعم الانتقال الديمقراطي وتحديد أولويات الدفاع عن حقوق الإنسان والتحديات وخاصة في السياق السوري، بالإضافة إلى تمارين عملية، والانتهاء بتقييم الورشة.
الجدير بالذكر أن فريق “سوريانا الأمل” هو تجمع مدني نسوي مستقل تأسس عام 2015 في مدينة إعزاز ويضم مجموعة من النساء والشباب والناشطين المعنيين بقضايا الشباب والشأن النسوي، ويؤمن بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص فيه والنساء متمتعات بحقوقهن قادرات على صنع التغيير، حيث يعمل على بناء القدرات وإيجاد مساحات داعمة وآمنة لتعزيز المشاركة السياسية للنساء ومناصرة قضاياهن وذلك إيماناً من الفريق بأهمية قيم المواطنة والتعددية والتشاركية في مجتمع يسوده العدل.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار