فعالية “حكاية من وطني” في طرطوس مدينة الحياة والأمل

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية: نورما الشيباني:

أطلقت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل فعالية “حكاية من وطني” بمشاركة جمعيات المجتمع المحلي ومجموعة من المؤرخين والمؤلفين اليوم، وقد تضمنت الفعالية تسليط الضوء على تاريخ وأصالة التراث العريق في محافظة طرطوس، وأنشطة للأطفال مع مذاق الأطعمة التراثية، إضافة إلى مشاركة إنسانية من ذوي الإعاقة، لتُختتم الفعالية بكورال “من وطني”.

مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة جولي خوري بيّنت أن الفعالية أقيمت تحت شعار “طرطوس مدينة حياة وأمل”، وأن الأنشطة هي نشاطات اجتماعية الهدف الأساسي منها التلاقي مع المجتمع المحلي والمشاركة الفعلية من خلال أي نشاط تقوم به الجمعيات التي تنضوي تحت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، بالإضافة إلى نشر فكرة أن المديرية هي شريك حقيقي للمجتمع وليست مؤسسة دولة فقط.

كما بيّنت خوري أن هناك أربعة شهور مبدئيًا، وكل شهر سيكون فيه أربع فعاليات، وأن كل نشاط تقوم به وترعاه مجموعة من الجمعيات الموجودة في طرطوس، بالتعاون مع الموظفين الموجودين في المديرية الذين يقومون بتنظيم وتنفيذ العمل. وفعالية اليوم متنوعة تجمع بين ذوي الإعاقة ومشاركة من المجتمع المحلي كجمعية فضا راعية هذه الفعالية، وجمعية البتول، وجمعية أصدقاء المحبة والمجد، بمشاركة الأطفال المعوقين. وتابعت خوري أن اليوم هو حكاية تراثية وتاريخية لمدينة طرطوس بالاستعانة بمجموعة من كبار السن والمؤرخين والمؤلفين، بالإضافة إلى وجود بازار يتضمن مجموعة من الأعمال التراثية ومجموعة من الأعمال يقوم بها ذوو الاحتياجات الخاصة.

 

من جانبه، أكد الباحث في التاريخ والآثار الأستاذ محمد رئيف هيكل أنه يشارك بفقرة يتحدث فيها عن آثار وتراث طرطوس، وبيّن أن هذه المشاركة هي إعادة ذكرى لأعمال قام بها وإحياؤها. كما نوّه بأن بعض المهن التراثية كمهنة الحكواتي التي كانت رائجة في طرطوس منذ حوالي المئة سنة، حيث كان يجتمع الناس ويستمعوا إلى قصص من التاريخ والتراث كقصة عنترة، وكذلك مهنة فصول الكريكيزة “خيال الظل” التراثية. وأشار هيكل إلى أهمية إحياء المهن التراثية عن طريق تشكيل لجنة وإعادة صياغتها، لأن هناك مهنًا وأشياء كثيرة في طرطوس وريفها مجهولة يجب تسليط الضوء عليها وجمعها، مثل الوفاة، الأعراس، الأسماء، وأنواع الدبكات.

ولفتت خلود حجازي، مدرّسة لغة إنكليزية، إلى أن مشاركتها كانت في فقرة تحدثت فيها عن أعمال والدها الذي شغف بالبحث والاستكشاف وغوص أعماق البحار لاكتشاف ما هو مجهول، وقد ساعدته على ذلك البيئة التي نشأ فيها، حيث أمضى حوالي 25 سنة من حياته في البحث والدراسة بجهود فردية شخصية من دون مساعدة أحد، ونتج عن هذا الجهد سلسلة كتب هي: (من هنا انطلقت الحضارة)، وهي ثلاثة كتب: أولها “جزيرة أرواد والجذور الفينيقية”، والكتاب الثاني هو “الموانئ والمرافئ على الساحل السوري”، والكتاب الثالث هو “حياة بحّار على سفينة قديمة”، إضافة إلى اهتمامه بخيال الظل، حيث عمل على حفظ النصوص التراثية التي كانت تُقدّم.

 

من جانبها، أوضحت غيثاء محمد العلي أن مشاركتها هي صناعة المعجنات التي تفتخر بها، كونها تخدم الأطفال والجمعيات من خلالها.

بدوره، أكد سالم اسكندر، مشرف فريق جوال طرطوس بجمعية أنيس سعادة لحماية الطفل، أن عدد الأطفال المشاركين حوالي 25 طفلًا، أعمارهم متنوعة، والأنشطة التي يقدمونها شاملة، منها حركية ومنها رقص وترفيه، وهناك أنشطة ذكاء وانتباه. وأردف أن أهمية المشاركة تنعكس إيجابًا على الصحة النفسية، حيث تعزز روح التعاون والمشاركة مع الآخر.

في لمسة إنسانية، تحدثت نظمية إسماعيل، مدربة مهن يدوية في جمعية أطفال المحبة لرعاية ذوي الإعاقة، أن مشاركة اليوم هي منتجات بالخياطة وإعادة تدوير جزادين وحقائب مدرسية، ولفتت إلى أن الأطفال موجودون في جمعية أطفال المحبة، وخلال ساعات الدوام يتم التعامل مع كل طفل حسب قدرته ونوع إعاقته، منهم من يعمل على النول، ومنهم من يعمل على إعادة التدوير وشكّ الخرز…

كما أكدت نسرين دياب، رئيسة جمعية كبار السن، أن مشاركتها من خلال “حكاية مسن”، وذلك لدعم المسن وتعريف الآخرين بأن المسنين قادرون على العطاء ولهم أهمية في المجتمع.

Leave a Comment
آخر الأخبار