“فوكس نيوز” تعاكس الاهتمام العالمي بقمة آلاسكا.. الصين هي التهديد الأكبر

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة مها سلطان:
اختارت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أن تُقحم الصين وسط الاهتمام العالمي الطاغي بقمة ألاسكا التي عُقدت أمس الجمعة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بهدف إبقاء الصين على الدوام في ذروة المخاوف الأمريكية حيال من يشكل التهديد الأكبر على الولايات المتحدة: روسيا أم الصين؟.. رغم أنه في الاستراتيجية الأمريكية المُعلنة بصورة سنوية، فإن كليهما مُصنّف كخطر، بفارق أن روسيا خطر عاجل، والصين خطر آجل. مع ذلك، فإن الخبراء الأمريكيين لا يركزون إلا على الصين كخطر عاجل ومستمر.

وترى “فوكس نيوز” بأن ترامب يريد إنهاء حرب أوكرانيا، ولكن حتى لو وافق بوتين، فلن تكون أمريكا أكثر أماناً. لقد حوّلت حرب أوكرانيا التحالف الصيني- الروسي إلى أكبر خطر عسكري تواجهه أمريكا. وتقول: شهد التحالف الصيني الروسي نمواً هائلاً منذ آخر لقاء لترامب مع بوتين عام 2019 على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. كما تجري الصين وروسيا مناورات عسكرية عالية المخاطر وصفقات تقنية. وكلاهما يتقدمان بخطا سريعة في مجال الأسلحة النووية والصواريخ الجديدة.

لذا، بينما ينظر ترامب في عيني بوتين في قاعدة إلمندورف المشتركة، سيقوم بتقييم مدى قرب بوتين من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وهذا سيناريو مخيف؛ وقد أعرب “غرينش” القائد الجديد لحلف الناتو، الجنرال أليكسوس غرينكويش، من القوات الجوية الأمريكية، عن قلقه من التنسيق بين روسيا والصين وقدرتهما على المواجهة العالمية.

وتضيف الشبكة الأمريكية: هناك تعاون اقتصادي كبير بين روسيا والصين. والكل يعلم أن الصين تشتري 47% من نفط روسيا. وخلال السنوات الأربع الماضية “أعادت روسيا تشكيل هياكلها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية لدعم ما تصفه بمواجهة طويلة الأمد مع الغرب”.

كما تساعد العلاقة الروسية-الصينية الوثيقة على استمرار عمل المصانع الروسية، لاسيما أن روسيا تنفق 40% من ميزانيتها الفيدرالية على الأسلحة، وهي في طريقها لاستبدال جميع الدبابات والمدفعية والمعدات التي فُقِدت في أوكرانيا. وتبيع الصين طائرات “DJI” دون طيار للاستخدامات المدنية لروسيا. كما تحصل روسيا على معادن أرضية نادرة استراتيجية حيوية، مثل الجرمانيوم والغاليوم، من الصين، وارتفعت واردات روسيا من الـ”نيتروسليلوز” الصيني، وهي مادة أولية تستخدم في صناعة المتفجرات، بشكل كبير من صفر إلى 1300 طن في عام 2023.

بالمقابل، يحصل الجيش الصيني على الخبرة القتالية الحديثة وإتقان تكتيكات العمليات العسكرية العالمية من روسيا عن طريق التدريبات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا. فقد ارتفعت التدريبات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا من اثنين فقط في 2012 إلى 14 تدريباً في 2024. وفي الفترة من 1 إلى 5 آب الجاري، أجرت البحرية الروسية تدريبات غواصات مع الصين في بحر اليابان.

وفي مثل هذا الوقت من الصيف الماضي، كانت قاذفتان روسيتان من طراز “Tu-95 Tupolev” تقومان بدوريات قبالة ألاسكا إلى جانب قاذفتين صينيتين من طراز “H-6” قادرتين على حمل رؤوس نووية. ويشير تقرير حديث صادر عن “Defense News” إلى أن روسيا كانت تدرّب قوة القاذفات الصينية على عمليات الثالوث النووي.

وتعتبر “فوكس نيوز” أن السياسة الخارجية الأمريكية فشلت سابقاً في احتواء الخطر الناجم عن تحالف روسيا والصين. هل تذكرون عندما اصطحب أوباما الرئيس الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف لتناول برغر بالجبن في أرلينغتون بولاية فرجينيا عام 2010؟ وميدفيديف هو نفسه الذي دفعت تصريحاته التهديدية الأخيرة بشأن الضربات النووية “المباشرة” ترامب إلى نقل غواصتين نوويتين إلى “مواقع مناسبة” في الأول من شهر آب الجاري. أما “إعادة ضبط” العلاقات الروسية-الأمريكية المزعومة، فقد جرت بين موسكو وبكين بدلاً من ذلك.

إن تنسيق القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية أمر ضروري لمواجهة هذا الثنائي. وألاسكا حصن استراتيجي مليء بطائرات الشبح الأمريكية من طراز إف-22 وإف-35، وأنظمة الدفاع الصاروخي الأرضية الاعتراضية في فورت غريلي، وغيرها كثير من الأسلحة. لذا، كان من المفترض بالقمة أن تكون فرصةً لترامب لتذكير بوتين بأن الجيش الأمريكي لن يستسلم.

وتختتم “فوكس نيوز”: في المحصلة، قد ينهي ترامب الحرب في أوكرانيا، لكن التحدي الأكبر الذي يواجهه في جعل أمريكا أكثر أماناً لا يزال قائماً، في إشارة إلى الصين.

Leave a Comment
آخر الأخبار