الحرية – عمار الصبح:
تسود بين الفعاليات التجارية في درعا حالة من الارتياح بعد التحرير، وهي حالة بدأت فور سقوط النظام البائد وبلغت ذروتها خلال هذه الأيام التي تسبق عيد الفطر المبارك، وسط أجواء من البهجة والحرية في العمل وبروح تنافسية يحكمها مبدأ السوق الحقيقي بعيداً عن الحصرية والاحتكار وتسلط القبضة الأمنية، باختصار يقول تجار السوق “ما بعد التحرير ليس كما قبله”.
في معرض رده على سؤال لصحيفة “الحرية” حول ما الذي تغيّر، وما الذي يميز هذا العيد عن سابقيه، يسترسل تاجر المواد الغذائية في منطقة الصنمين عماد الصبح بالحديث عن حالة الارتياح السائدة بين الجميع سواء كانوا مواطنين أم تجاراً لجهة حرية الحركة واستقرار العمل خصوصاً بعد ثبات سعر الصرف وحرية التعامل بالدولار.
وَيضيف: “قبل التحرير كان ثمة ارتباك في تسعير المواد نتيجة التخبط في سعر الصرف وكل يوم كان هناك سعر جديد، وهو ما كان يوقع التجار في مشاكل مع المواطن الذي طالما كان ينظر بعين الشك والريبة نتيجة تقلبات الصرف، أما الآن فتبدو الأسعار ثابتة إلى حد كبير وثمة أريحية في العمل وجو تنافسي مشجع”.
ويشير التاجر إلى أن السوق اليوم باتت مفتوحة والمنافسة هي سيدة الموقف وأمام الزبائن خيارات كثيرة، بمعنى آخر كل شيء بات مكشوفاً والكلمة الفصل للمنافسة.
“لا مجال للمقارنة وشتان ما بين الأمس واليوم”، بهذه العبارة اختصر تاجر الألبسة يحيى الموسى المشهد الاقتصادي، خصوصاً أننا في حضرة أول عيد بعد التحرير، فحالة الأسواق حسب قوله، تتحدث عن نفسها من حيث نشاط الحركة والبهجة التي ترتسم على وجوه الجميع، لافتاً إلى أن أهم شيء هو الحالة الأمنية التي تسود اليوم، ففي مواسم سابقة كانت أجهزة النظام وبعض الفصائل المتعاونة معها تقوم بفرض الإتاوات على أصحاب المحال التجارية بحجة تأمين الحماية لها، هذا إضافة إلى الإتاوات التي كانت تفرضها الحواجز على البضائع ما كان يضطر التجار إلى تحميل قيمة هذه الإتاوات على سعر القطعة ما يؤدي إلى رفع سعرها.
ويلفت التاجر إلى أن انخفاض الرسوم الجمركية خفّض كثيراً من تكاليف صناعة الألبسة وكانت النتيجة انخفاضاً في الأسعار وصل إلى النصف مقارنة بمواسم سابقة.
بدوره التاجر رضا الزين أكد أن كل الفعاليات التجارية اليوم تعمل بأريحية وعلى قاعدة “دعه يعمل، دعه يمر”، وهذا ما أرسل رسائل طمأنة للتجار ولكل الفعاليات الاقتصادية بمناخ إيجابي للعمل، ما يعزز التفاؤل بالانتقال نحو الاقتصاد الحقيقي، واصفاً الرقابة التي كانت تمارسها الأجهزة الرقابية بالرديئة، والتي تعتمد على الجباية المجحفة والتي كان المواطن يتحمل تبعاتها، وهي من الأمور التي تخلص الجميع منها بعد التحرير.
الطريق يبدو سالكاً نحو اقتصاد السوق الحر القائم على مبدأ التنافس النزيه كما يؤكد الجميع، وفي هذا السياق يؤكد نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا المهندس عبد الرحمن الحريري، أن البلاد تشهد انفتاحاً اقتصادياً ملموساً بعد التحرير، بعيداً عن الاحتكار والحصرية التي كانت سائدة في عهد النظام البائد، وكان من نتائج هذا الانفتاح انخفاضاً ملموساً في جميع أسعار المواد المطروحة في الأسواق، وهو أمر حرّك من مياه الأسواق الراكدة ونشط الحركة التجارية، والمهم أنه انعكس إيجاباً على المواطنين، حيث خفف الأعباء المعيشية عنهم.