في سوق الخضراوات الرئيسي بمدينة درعا.. الجودة ورخص الأسعار يصطدمان بقلّة الزبائن

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- عمار الصبح:

يجتهد باعة سوق الخضراوات الرئيسي في مدينة درعا بعرض أصناف الخضر ورصها بطريقة متناسقة على البسطات، في محاولة منهم لجذب عدد أكبر من الزبائن، غير أن جهودهم غالباً ما تذهب سدى ودون طائل، في ظل ضعف الإقبال على السوق وانخفاض عدد مرتاديه، ما أوقع باعة السوق في مأزق الخسارة اليومية لعدم قدرتهم على تصريف بضاعتهم.
فمنذ أن باشر الباعة عملهم في المقر الحالي للسوق، وذلك قبل ما يقارب الأربعة أشهر، بدت سيئات السوق الذي جرت عمليات ترميمه على عجل تظهر تباعاً، وبدا جلياً أن انعزال السوق وبعده عن المناطق السكنية سيكون عائقاً أمام الزبائن للوصول إليه.
في هذا السياق يشرح أحد تجار السوق معاناته اليومية من قلة تصريف بضاعته، بأن عدد مرتادي السوق يتقلص يوماً بعد يوم، وذلك على الرغم من جودة أصناف الخضر المعروضة ورخص أسعارها بالمقارنة مع أسعار محال الخضر، مبيناً أن أغلبية باعة السوق تراكمت خسارتهم نظراً لعدم قدرتهم على تصريف بضاعتهم القابلة للكساد من جهة، وأيضاً التكاليف التي يتحملونها في عمليات النقل والتفريغ وبدلات الاستثمار التي يتم دفعها سنوياً.
وأرجع البائع ضعف ارتياد السوق من قبل المواطنين إلى جملة من الأسباب، أبرزها حسب رأيه، أن السوق يقع في منطقة غير مأهولة بالسكان وتكاد تكون بعيدة عن المناطق السكنية، لذلك يجد المواطن صعوبة في الوصول إلى السوق، ويفضل شراء حاجاته من الخضر من المحال ومن البسطات المنتشرة في كل الأحياء السكنية، حتى لو كانت أسعار هذه المحال والبسطات مرتفعة.
يقع السوق في المكان المعروف سابقاً بسوق العربات بمحاذاة ساحة بصرى وعند شحن “الوسيم” سابقاً، وهي منطقة لا يزال الدمار فيها يتصدر المشهد، وعلى الرغم من ذلك تم تشييد السوق بشكل سريع ليتم نقل الباعة إليه مجبرين من السوق المؤقت في حي الكاشف بالمدينة.
باعة السوق أكدوا أنهم طالبوا على الأقل بتخصيص خط للسرافيس من المناطق التي تشهد كثافة سكانية إلى المقر الحالي، ما يقلل من أعباء التنقل ويسهم في الوقت نفسه في زيادة الإقبال على السوق وارتياده بشكل يومي، فضلاً عن مطالباتهم بوضع حد لبسطات الخضراوات المنتشرة في كل مكان بالمدينة من دون حسيب أو رقيب، فيما يخضع باعة السوق لدفع بدلات استثمار تقدر بالملايين سنوياً.
بدوره كشف رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا المهندس قاسم المسالمة، أن أبرز الحلول المقترحة لإنعاش المنطقة التي يقع فيها السوق، هي إعادة العمل في المقر الرئيسي لفرع المصرف التجاري السوري والذي يتوسط منطقة وسط الأسواق التجارية في المدينة، والإسراع بمزاولة العمل فيه من جديد، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لو جرى تنفيذها ستنشط الحركة، ليس في سوق الخضر فحسب، وإنما ستشكل عامل جذب وتشجيع لعودة باقي أصحاب الفعاليات من محال ومراكز تجارية وخدمية وطبية إلى منطقة الأسواق التجارية في المدينة.

Leave a Comment
آخر الأخبار