الحرية- إلهام عثمان:
إذا كانت التربية هي مفتاح نجاح الأمم، فإنّ المعلم هو من يحمل هذا المفتاح.”
عيد المعلم، مناسبة عالمية تبرز أهمية دور المعلمين في بناء المجتمعات وتعليم الأجيال، ويشكل هذا اليوم فرصة لتقدير الجهود التي يبذلها المعلمون في توجيه وتربية شباب المستقبل وتنمية مهاراتهم، إضافة إلى التأكيد على أهمية التعليم كحق أساسي لكل فرد.
في العديد من الدول، يتم تنظيم فعاليات متنوعة للاحتفاء بالمعلمين، يشمل الاحتفال تقديم الهدايا والجوائز التقديرية ولو كانت بأقل التكاليف، بالإضافة إلى إقامة حفلات تكريم في المدارس والجامعات، حيث تتجلى روح الفخر والتقدير في عيون الطلاب وأولياء الأمور عند التعرف على جهود معلميهم.
دور المعلم في المجتمع
المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مربٍّ ومؤثرٌ حيث يسهم في تشكيل شخصيات الطلاب، يعتمد المجتمع على المعلمين لتهيئة الأجيال القادمة لمواجهة تحديات المستقبل ولا يقتصر دورهم على التعليم بل التربية أولاً، كما يكمن دوره في تعزيز القيم والأخلاقيات، مثل التعاون والأخلاق وحب الوطن، وتطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب.
حوارات وتقديرات
وفي إطار الاحتفاء بهذا اليوم، أجرت “الحرية” حواراتٍ مع عدد من المعلمين والطلاب، حيث أعرب المعلم أحمد، الذي خدم مهنة التعليم لمدة عشرين عاماً، عن سعادته الكبيرة بتقدير المجتمع لدوره، قائلاً: “إنّ شعوري بالفخر عندما أرى طلابي يحققون نجاحاتهم هو أفضل مكافأة أستطيع الحصول عليها”.
بينما تُحدثنا المعلمة سميرة، قائلة: أنسى التعب والمجهود طوال العام، عندما أرى طلابي يتفوقون في دراستهم.. فليس هناك فرحة تضاهي فرحة المعلم الذي خرّج من صفوفه طوال أعوام أطباءً ومهندسين ومعلمين.
وتضيف: لقد أصبحت في عامي الخمسين، ومازلت أذكر معلم الفلسفة الذي كان يخصص ربع الساعة الأخيرة من كل يوم خميس لجمع الأوراق التي كنا نكتب فيها مشاكلنا وأوجاعنا وعقباتنا، ليكتب الحلول والنصائح على الورقة ذاتها في الأسبوع الذي يليه، كان يكتبها بكل حبٍّ وأبوية، فلم يكن مجرد معلم يؤدي واجبه ويخرج مسرعاً، لذا كان موعد إعطاء درسه مقدساً، لدى جميع الطلاب حيث كانت تغص القاعة بأحلامنا وتفاؤلنا.
من جهتها، أكدت الطالبة ليلى، من الأوائل على صفها، أهمية المعلم في حياتها، وقالت: “المعلم الذي يؤمن بنا وينصحنا هو من يجعلنا نتطلع نحو المستقبل بكلّ ثقة”. فهو منارة للأجيال وهو من يستطيع أن يترك بصمة في أعماق كلٍ منا عندما نكبر.
في الختام: عيد المعلم فرصة للتعبير عن الامتنان للجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون في مجتمعاتهم، فهم ليسوا مجرد معلمين، بل هم قادة في الفكر وموجهون نحو الأفضل، إذ إنهم يسهمون في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً… في هذا اليوم، يجب أن يتكاتف الجميع لتقدير هذه المهنة النبيلة وتعزيز مكانة المعلم في المجتمع.