في «يوم الذعر العالمي».. الحرب على إيران ودقات ساعة القيامة!

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة: مها سلطان:

اختار الأميركيون يوم 18 حزيران ليكون يوماً لـ«الذعر العالمي» وهو عملياً يوم خاص بهم، وليس له من اسمه نصيب، مما قد نتخيله لمجرد قراءته، وربما نقف مندهشين عندما نعلم أن الأميركيين أرادوه يوماً للدعابة لتخفيف الضغوط الاجتماعية، وهم يحتفلون به كل عام، ويقولون إنه بمثابة رد فعل بروح من الدعابة على ما يواجههم من ضغوط الحياة اليومية.

لكن هذا اليوم يتصادف حالياً مع «ذعر حقيقي» يتحسسه كل العالم حتى قبل «رقصة» الحرب المدمرة الحالية- وفق تعبير المحللين- التي افتتحتها إسرائيل بهجومها الصاعق على إيران تدميراً واغتيالاً فجر 13 حزيران الجاري. من ذلك أن ساعة يوم القيامة المعروفة، توقفت منذ كانون الثاني 2025 عند الثانية 89 قبل منتصف الليل، وهي أقرب نقطة إلى كارثة عالمية منذ تأسيسها في عام 1947.

هذا المؤشر يعكس المخاطر النووية المتصاعدة الناجمة عن الصراعات الجيوسياسية والأسلحة الضاربة الجديدة علاوة على غياب الدبلوماسية بشكل شبه تام.

يرصد تقرير مختص وجود 12241 رأساً حربياً نووياً في العالم- منشور منها على أهبة الانطلاق 3912 رأساً مدمراً- قوة هذه الرؤوس النووية الأخيرة النارية كافية لقتل حوالي 700 مليون شخص فقط في الانفجارات والحرائق.

وستكون الانفجارات والحرائق البداية فقط، وستكون بالمقارنة، الأولى على الأرض منذ أن اصطدم مذنب تسبب في انقراض جماعي على الأرض في العصر الطباشيري، السخام في طبقة الستراتوسفير سيرتفع بكميات كبيرة كافية لتغليف الكرة الأرضية بظلال لا يمكن اختراقها.

غياب الضوء عن الأرض يعني الحرمان من عملية التمثيل الضوئي، القاعدة الأساسية للغذاء على الكوكب، كما أن النقص الهائل في الحرارة سيدخل سطح الأرض في شتاء جليدي لسنوات طويلة.

عمليات الرصد من قبل المراكز البحثية المختصة تظهر وجود مخاطر غير مسبوقة متعددة الأطراف تزيد من حدتها تآكل الضمانات. في الوقت نفسه تُلاحظ مستويات تفاعل عامة أقل مما كانت عليه في حقبة الحرب الباردة.
الحرب النووية بحسب المتخصصين، إذا اندلعت فستتسبب في دمار فوري هائل تليه مجاعة عالمية بسبب الشتاء النووي. حتى لو اقتصر الأمر مثلاً على تبادل محدود بهذا السلاح بين الهند وباكستان، فإن ذلك قد يؤدي إلى تجويع ملياري شخص.

مارك ليناس، وهو كاتب وصحفي بريطاني كان عمله يتركز في مجال حماية البيئة وتغير المناخ غيّر رايه في السنوات الأخيرة، وهو يعتقد الآن أن الحرب النووية تشكل التهديد الأكبر.

يقول هذا الخبير: لا توجد خيارات للتكيف مع الحرب النووية، فالشتاء النووي سيقتل البشرية جمعاء تقريباً «وليس هناك شيء يمكن القيام به للاستعداد، ولا يوجد ما يمكن القيام به للتكيف» حين تقع مثل هذه المصيبة، لأنها تستغرق ساعات «هذا خطر كارثي على الوجود أكثر بكثير من تغير المناخ».

إذا حل الشتاء النووي فستنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر وتبقى على هذا الحال لسنوات عديدة «ولن تحصد الإنسانية مرة أخرى، لن ينمو الطعام مرة أخرى» لأنه بحلول الوقت الذي تخرج فيه الشمس من جديد وترتفع درجة الحرارة مرة أخرى، سيموت الجميع في غضون عشر سنوات تقريباً.

يشدد هذا الخبير على أن كل شيء ممكن، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة كانت «استخدمت الأسلحة النووية ضد المدنيين اليابانيين في عام 1945، ومنذ ذلك الحين كانت هناك مناسبات عديدة كان العالم خلالها على بعد دقائق من الحرب النووية، سواء عن طريق الصدفة أو على شفا الحرب».

يمر العالم بمرحلة تفكك خطيرة فيما تستمر الأسلحة النووية في الانتشار، بسبب السياسات الانتقائية والمنفعية. الولايات المتحدة وروسيا لديهما أكبر ترسانات من هذا السلاح تقدر بحوالي 12000 رأس نووي، وتسعى الصين للحاق بهما، إضافة إلى ترسانات دول أخرى مثل إسرائيل وبريطانيا وفرنسا والهند وباكستان وكوريا الشمالية.

احتمالات الخطأ أو الهجوم النووي عن قصد وسابق تصميم، واردة. خبراء يقولون إن الولايات المتحدة سيكون لدى رئيسها ست دقائق للتعامل مع إنذار مبكر بهجوم نووي، ست دقائق لاتخاذ قرار بالرد أو العدول عنه لعدم صحته.

بالمقابل لدى روسيا نظام «اليد الميتة» التي ستتولى ذاتياً إطلاق الصواريخ الباليستية النووية في حالة تعطل مراكز القيادة والسيطرة.

كل ذلك يتحول الآن إلى ما يشبه الكابوس مع الحرب الإسرائيلية ضد إيران والتي يمكن أن تنقلب في أي لحظة إلى «محرقة نووية» لسبب أو لآخر، فكيف يمكن المجازفة بمثل هذا الاستهتار، بمصير البشرية وأمن العالم والنفخ بحماسة في جمرة «الجحيم النووي»؟

Leave a Comment
آخر الأخبار
في «يوم الذعر العالمي».. الحرب على إيران ودقات ساعة القيامة! اتفاق سوري- سعودي لتشييد مركز صحي متقدم في دمشق الثوم يتربع قائمة الخضراوات الأعلى سعراً... العقاد: السعر مقبول والمادة متوافرة بكميات كبيرة قبيل الامتحان... تعليمات مشدّدة لـ"تربية اللاذقية" كبولة: إجراء تفتيش وقائي يومي للطلاب قبل دخولهم إ... اجتماع توجيهي للكادر المكلف بالعملية الامتحانية في طرطوس 20 ألف طالب أساسي و2580 طالباً ثانوياً يستع... الحرب الإيرانية - الإسرائيلية ترفع أسعار النفط وتهدد الاقتصاد العالمي إقرار النظام الجديد للاستثمار في المدن الصناعية... يستند إلى معايير مرنة وجاذبة ويواكب التحولات الاق... شبح غير مرئي.. التسرب الإشعاعي يرفع مؤشرات القلق من تحوّل الضربة العسكرية إلى كارثة بيئية عابرة للحد... ‏«سي إن إن»: إسرائيل تتهم إيران بخطة استراتيجية للقضاء عليها... وأمريكا تستعد للتدخل "بسمة أمل".. نموذج للعطاء والالتزام المجتمعي لدعم الأسر الأكثر احتياجاً في اللاذقية