الحرية – لوريس عمران:
هطلت يوم أمس أمطار غزيرة على ريف جبلة في محافظة اللاذقية بعد فترة طويلة من الانتظار، ما أدخل السرور إلى قلوب المزارعين، حيث ساعدت على ري الأراضي وإنعاش المحاصيل، وخاصة الخضراوات الورقية التي تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار. إذ أعادت الأمل بموسم زراعي جيد، لأهميتها في دعم نمو الأرض والمحاصيل الزراعية.

مطر السماء مقابل مياه الري
ومع تواصل تأثير الأمطار الأخيرة على المزروعات في المنطقة، برزت آراء الأهالي، حيث عكست حجم الفائدة التي جلبتها هذه الأمطار لمحاصيلهم.
أبو خضر مزارع في قرية الشراشير أشار لصحيفة “الحرية” إلى أن مياه الأمطار بالنسبة لهم تعد كافية للزرع، موضحاً أنه رغم الري اليومي الذي كان يقوم به لمحاصيل البصل الأخضر والفجل والسبانخ، إلا أن تأثير المطر كان مباشراً، إذ ازدادت النباتات اخضراراً، وبدت أوراقها أسمك وأكثر حيوية. مضيفاً إن مياه الري تصل إلى الجذور فقط، بينما المطر يحيي النبتة بأكملها.
بدورها نوهت أم علي بأن مزروعاتها (الخس، الرشاد، والبقدونس) كانت بأمسّ الحاجة للمطر، إذ كان نمو الخس بطيئاً، مؤكدة أن هطل الأمطار الآن سيحفز نموه السريع ويساهم في انتفاخه. مشيرة إلى الدور الحيوي للمطر في غسل الأوراق من الغبار ومنحها النضارة، فضلاً على أن مياه المطر تجعل نكهة الورقيات أحلى وأقوى.
وفي السياق نفسه بيّن أبو يوسف أنهم في قرية بخضرمو كانوا يترقبون مياه الأمطار ليس للري فقط بل لتحسين جودة الثمار. لافتاً إلى أن المطر يلعب دوراً مهماً في جودة الحمضيات، وخاصة الكرمنتينا، حيث إن مياه الأمطار الطبيعية تجعل الثمرة أكثر حلاوة ونكهة، متمنياً أن يكون موسماً غزيراً ومثمراً.
ضرورة ملحة لمكافحة الجفاف
من جهته أكد الخبير الزراعي المهندس أيهم الباشا أن هطل الأمطار في هذا الوقت يشكل ركيزة أساسية للموسم الزراعي، إذ يسهم في غسل الأملاح المتراكمة ويزود النباتات بالعناصر الغذائية المحمولة جواً، مضيفاً إن فترات الجفاف القاسية التي مررنا بها أدت إلى انخفاض كبير في منسوب السدود والمياه الجوفية، ما يجعلنا بحاجة ماسة لهطلات مطرية غزيرة ومتواصلة هذا العام، لتعويض النقص وتغذية الأحواض الجوفية وملء السدود التي قاربت على الجفاف.
وأشار الباشا إلى أن مياه الأمطار تعد خط الدفاع الأول في مواجهة الجفاف الذي يهدد ليس الزراعة فحسب، بل الأمن المائي الوطني بأسره، موضحاً أن المطر يظل هبة سماوية تبعث الحياة في الأرض والإنسان، ورسالة أمل لمزارعي جبلة بأن موسمهم المقبل سيكون عامراً بالخير والبركة، شرط أن تستمر الأمطار بغزارة لإنقاذ المنطقة من شبح الجفاف.