الحرية- حسام قره باش:
لم تعد شجرة المشمش في أحسن حالاتها رغم أهميتها التصديرية ودخولها بشكل واسع في مجال الصناعات الغذائية، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة حيث باتت تفتقد للدعم الحكومي رغم معاناتها من الجفاف والصقيع، وتحمل الفلاح وحده مشقة بقاء شجرة المشمش على قيد الحياة ، مع موت البعض منها ويباسها وتحولها حطباً لمدافئ الشتاء، بعد أن كانت سوريا تتصدر المراتب الأولى عربياً وعالمياً بحجم إنتاج المشمش ، ثم تدنيها إلى مراتب متأخرة.
واقع كئيب
وكمثال على تردي الواقع الزراعي للأشجار المثمرة عامة والمشمش خاصة بسبب الجفاف وقلة الأمطار، نلقي الضوء على أهم المناطق المنتجة للمشمش في ريف دمشق وهي منطقة القلمون وتحديداً منطقة النبك وما حولها، إذ تشير الوقائع في هذه المنطقة حسب توضيح رئيس الرابطة الفلاحية في النبك أيمن النفوري في تصريحه لـ “الحرية” أن المشمش مروي ويزرع بكثرة في النبك ودير عطية والحميرة حيث بلغت المساحة المزروعة 572 هيكتاراً ويصل العدد الكلي للأشجار المزروعة إلى 143 ألف شجرة، المثمر منها حوالي 107 آلاف شجرة، متابعاً بأن جني المشمش وقطافه في المنطقة يبدأ في 15/6 ويستمر لثلاثين يوماً ويصل الإنتاج الكلي لحوالي1072 طناً موزعاً على 375 طناً للنبك و 367 طناً في دير عطية و330 طناً في الحميرة، وتبلغ نسبة الأصناف المزروعة 90٪ بذري و10٪ طعم.
ولفت النفوري إلى أن ثمار المشمش في هذه المنطقة تعد من أحسن أنواع المشمش في ريف دمشق كونه لا يستهلك الماء كثيراً، وغزير الإنتاج وطبيعة الأصناف المزروعة والمناخ والتربة في المنطقة جعلت الثمار الناتجة مرغوبة في صناعة قمر الدين تبعاً للون والحموضة ونسبة الرطوبة.
ولعل قرية “الحميرة” التي أُسِس فيها جمعية لمزارعي المشمش يصل عدد المسجلين فيها 280 مزارعاً، كما بيَّن النفوري للحرية، مشيراً إلى أن مردود الشجرة حوالي 15كغ والإنتاج المتوقع عادة في القرية 500 طن ويباع الكيلو ب 3500 ليرة، حيث يوجد في القرية ثلاثة معامل لصناعة قمر الدين، وهذه المعامل تساعد على تصريف الإنتاج، لافتاً إلى أن تكلفة إنشاء المعمل بكامل تجهيزاته حوالي 12 مليار ليرة ويتم تصدير 85٪ من إنتاج قمر الدين إلى مصر والخليج العربي وقد قل حالياً معدل التصدير كثيراً بسبب معوقات عديدة، كما يوجد معملاً للكونسروة في دير عطية لصنع المربيات.
أكبر مشكلة
وبحسب رأي النفوري فإن الجفاف هذا العام يشكل تحدٍ كبير للفلاح ويؤثر على نسبة إنتاج المشمش مسبباً الأمراض للأشجار وكذلك الصقيع، إلا أن جشع التجار يعد أكبر مشكلة تعترض الفلاح الذي يحتاج إلى حمايته من اتحاد الفلاحين بأن يستجر إنتاجه مباشرة بدون حلقات وسيطة والأخذ باقتراحات الفلاحين لإقامة معمل بكل منطقة منتجة للمشمش والكرز والقيام بالتسويق والتوضيب والمساعدة على التصدير، وبالتالي توزيع الأرباح على الفلاحين. وبذلك يتم دعم الفلاح وحمايته من استغلال التجار الذين يشترون الكيلو من الفلاح بسعر 3 آلاف ليرة ويبيعونه بسوق الهال من 7-10 آلاف ليرة.
لا دعم يذكر
في هذا السياق، يؤكد النفوري عدم وجود أي دعم للفلاح وشجرة المشمش رغم أن الإتحاد ساهم في إنشاء جمعية مزارعي المشمش لدعمهم بتركيب خطوط إنتاج وتسويق الإنتاج وبيعه عن طريق الجمعية لتحسين وضع الفلاح إلا أن شيئاً على أرض الواقع لم يتحقق للآن، متمنياً من الإتحاد الجديد دعم الفلاح بالمازوت الزراعي وتوفير السماد والمبيدات الحشرية المرتفعة الثمن والتي يتحمل تكاليفها الفلاح وحده وألا يقتصر الدعم على محصول القمح فقط مع ما يزيد الطين بلة من ارتفاع أجور العمال الزراعية وأسعار مدخلات الإنتاج وصعوبة الوصول إلى الحقول بسبب الطرق الزراعية الوعرة، مبيناً أن الأمر يتطلب أيضاً دعم المرأة الريفية التي تقوم بمشاريع أسرية كصنع قمر الدين والمربيات من المشمش والتين والخوخ وبيعها إلى البيوت حسب الطلب (التواصي) ومن هنا يأتي أهمية تأمين وحدة تصنيع بهذه المناطق كما قال.