قرار إيقاف استلام الحبوب يتسبب بخسارة المزارعين في الرقة.. المطالبة بإعادة فتح التسويق لإنقاذهم 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – خليل حسين :

أغلقت المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب أبواب مركزي الحبوب في محافظة الرقة أمام سيارات المزارعين المحملة بآلاف الأطنان من القمح بعد انتهاء المهلة التي أعطتها المؤسسة، ومدتها أربعة أيام إثر قرارها إيقاف الاستلام يوم الخميس الماضي في الثالث من الشهر الجاري.

قرار إيقاف استلام الحبوب ألحق خسائر جسيمة بالمزارعين الذين لم يتمكنوا من تسويق محصولهم مع وجود أكثر من 120 سيارة شاحنة تحمل القمح، ويقف بعضها أمام مركز الصخرات جنوب تل أبيض منذ أربعة أيام.

وبين مدير مركز حبوب الصخرات جنوب مدينة تل أبيض حوالي 15 كيلو متراً ، المهندس محمد الأحمد لـ”الحرية” أن الكمية التي تم تسويقها حتى مساء أمس الثلاثاء في مركزي تل أبيض حوالي 27000 طن ، واليوم الأربعاء عدد الآليات التي تقف أمام مركز الصخرات حوالي 120 آلية بعد انتهاء عمليات الشراء أمس الثلاثاء، تزيد حمولتها على 3000  طن .

وأضاف المهندس الأحمد: ” محصول القمح الذي لم يسوق في المنطقة أكثر من 20 ألف طن،و نحتاج أسبوعي عمل على الأقل حتى نتمكن من تسويق كامل المحصول .

وحول إمكانية التخزين قال مدير المركز: ” حالياً نخزن في العراء ولدينا إمكانية تخزين تصل إلى أكثر من 100 ألف طن “.

قرار صادم

قرار المؤسسة الذي صدر يوم الخميس الماضي بإيقاف عمليات التسويق، شكّل حالة ضغط كبير على مركزي الصخرات ومركز تل أبيض .

وطالب المزارع إبراهيم علي الكناش من قرية المنارة الحكومة بإعادة فتح الصومعة وتسويق القمح،مضيفاً  لأن هذه القرار تسبب بأضرار كبيرة لنا لجهة نقل القمح إلى المركز وما يترافق من تكاليف تصل إلى أكثر من 35 دولاراً للطن والسيارة تحمل 30 طناً وتقف أمام المركز منذ أربعة أيام، ولكن بسبب الضغط لم نتمكن من تفريغها “.

وأضاف إسماعيل خليل الهوش من قرية علي باجلية:  ” قمت بنقل المحصول بسيارة شاحنة، حمولتها 50 طناً ولم نتمكن من دخول المركز بسبب ازدحام السيارات أمامه، ويمتد رتل السيارات لأكثر من 3 كيلومترات ، علماً أن قريتي لا تبعد عن المركز أكثر من 4 كيلو مترات ولم أتمكن من التسويق لعدم وجود السيارات لكون المنطقة محاصرة من قبل قوات قسد ، هل أقوم بحمل محصول القمح على ظهري حتى أتمكن من التسويق مبكراً؟  نطالب بإعادة فتح التسويق مرة أخرى “.

يتجمع العشرات من المزارعين أمام المركز ويحمل محمد خليل الخلف شهادة منشأ بحمولة 70 طناً، يقول: ” قطعت شهادة المنشأ يوم الخميس الماضي، السيارة متوقفة أمام المركز منذ يوم السبت ولم أتمكن من تفريغها بسبب الازدحام، وإدارة وعمال المركز يعملون بكل جهد، لكن الأعداد الكبيرة من السيارات لا يستطيعون إفراغ كل حمولتها، نطالب بفتح باب التسويق مرة أخرى “.

عزوف التجار

وأشار المزارع موسى المحمد من تل أبيض” إلى أن خسائر المزارعين الذين لم يتمكنوا من تسويق محصولهم من جراء قرار المؤسسة كبيرة جداً، اليوم سعر القمح في السوق حوالي 300 دولار ،وإذا لم يشترِ التاجر القمح يبقى في منازلنا، إذاً كيف نعيل أسرنا ؟، أما من قام بنقل محصوله إلى مركز الحبوب ولم يتمكن من تسويقه, يتحمل 40 دولاراً اضافية لقاء أجور السيارة والعمال، إذاً عاد سعر القمح بين 250 إلى 260 دولاراً، وهذا يكبد المزارع خسائر باهظة من جراء تكاليف العمل الزراعي والأسمدة والمحروقات .

القرار الآن في يقع على عاتق وزارة الاقتصاد والصناعة لفتح باب التسويق وإنقاذ المزارعين من خسائر جسيمة .

وكانت “الحرية” قد نشرت اليوم تصريحًا لمدير عام مؤسسة الحبوب، بيّن خلاله أن إيقاف استلام القمح يعود في أحد أسبابه إلى دخول أقماح مهرّبة ومحاولات السماسرة تسليمها إلى مراكز الاستلام الرسمية للاستفادة من فارق السعر، عبر فترات الاستلام الطويلة التي كانت تمتد سابقًا لأشهر متواصلة، إذا تقوم المؤسسة باستلام القمح المحلي بسعر 450 دولارًا للطن الواحد، فيما لا يتجاوز سعر الطن الواحد من القمح المهرب 280 دولارًا.

Leave a Comment
آخر الأخبار